طرح الثقة إذا لم يطح بالحكومة يقويها
د. محمد حيدر محيلان
07-02-2018 05:43 PM
يقال ان الضربة غير القاضية تقوي الخصم وان لم تضرب في مقتل فقد ينجو الخصم ويتغلب عليك... هذا ما سيكون عليه حال الحكومة اذا ما نجت من ضربة طرح الثقة التي يتأهب لها اللاعبون النواب من وقعوا على مذكرة طرحة الثقة في حكومة الملقي المترنحة اصلا ...فحال النواب يقول ان هذه الجولة ستكون القاضية ... بما ان الحكومة تترنح واركانها متداعية... فالضرب في نقاط الضعف يشل حركتها وتخر مستسلمة ويطاح بها ... وإن تراجع بعض النواب عند التصويت او قبله كرها او طوعا او اغراء بمنافع واعطيات ...فالمتراجعون والناكصون على اعقابهم كثر ...فعندها سيقبل الثابتون والمرابطون من دعاة اقالة الحكومة وزعزعة الثقة بها بالقليل وهو ( الطلق الي ما بصيب بدوش) او يشبعون الحكومة شتما وتلوذ هي بالابل ....
ولذلك لا ننصح النواب بالاستمرار بمذكرة طرح الثقة والتصويت عليها ما لم يكن المجلس واثق الف بالمئة ان الجميع سيصوت مع (منع الثقة) وليس (منح الثقة ) او بالأحرى ضمان العدد الكافي من المصوتين للإطاحة بالملقي وحكومته ... وإلا تعتبر (إعادة تجديد للثقة بالحكومة) مما يرفع من مكانتها في عين نفسها وعين جلالة الملك... وان كانوا يرون غير ذلك... وتكون النتيجة مبرر لوجودها واستمرارها ...ويعتبر انتصار لها وتمديد لبقائها واعطائها الضوء الاخضر لتبطش بما تبقى من قوت الشعب او (مونة بيته) التي يقتات بها ليقوى على البقاء ....فلا داعي للمقامرة والمغامرة من قبل ابطال المذكرة المتحمسين وان كان بعضهم يتصيد في فكرة ان الحكومة راحلة فلما لا يسجل موقف يزاود فيه على الشعب مستقبلا ...
فالمنازلة تبدو خاسرة لمجلس النواب من وجهة نظر المحللين والمراقبين فجميل ان يبقى التلويح والتهديد بطرح الثقة كورقة تحافظ على ما تبقى من ماء وجه النواب وذلك افضل الف مرة امام الحكومة والشعب وجلالة الملك ...من ان تأخذ الحكومة الثقة الثانية من نفس المجلس (وهذه لعبة خطيرة) ونتائجها لا تسر صديق للنواب ولا عدو للحكومة ..ننصح بترك الحكومة تتهاوى وتتصدع وتنهار لوحدها... فذلك أحمى وجه واسلم كرامة للنواب والمجلس الموقر المهيب ان بقي له مهابة او وقار امام الشعب.