المهاجرون الافارقة في إسرائيل يفضلون السجن على الترحيل
07-02-2018 02:32 PM
عمون- في مركز احتجاز اسرائيلي في صحراء النقب، يقول مهاجرون أفارقة يواجهون الترحيل إنهم يفضلون السجن على إرسالهم الى بلد لا يعرفون شيئا عنه.
ويقول ابدا ايشمايل، اريتري عمره 28 عاما، متحدثا بالعبرية بطلاقة أمام مركز حولوت حيث يحتجز 1200 مهاجر وتستعد السلطات لإغلاقه في الاول من نيسان/ابريل في إطار سياسة الترحيل الحكومية، "لن أذهب هناك".
ويضيف "الأشخاص الذين كانوا هنا وذهبوا الى رواندا واوغندا، شاهدنا ما حل بهم".
وتسعى إسرائيل لطرد آلاف الاريتريين والسودانيين الذين دخلوها بصورة غير شرعية خلال السنوات الماضية. وأمهلتهم حتى الاول من نيسان/ابريل للمغادرة او مواجهة خطر السجن لفترات غير محددة.
وفيما يواجه المهاجرون الخطر او السجن في حال عودتهم الى بلدانهم، تعرض عليهم اسرائيل التوجه الى دولة ثالثة لم تسمها، يقول عمال الاغاثة إنها رواندا او أوغندا. وهناك حوافز مالية بقيمة 3500 دولار لكل شخص يوافق طوعا على المغادرة قبل نهاية آذار/مارس.
وأثارت الخطة انتقادات من وكالة الامم المتحدة للاجئين ومن البعض في إسرائيل، بينهم ناجون من المحرقة النازية يقولون إن على اسرائيل واجب حماية المهاجرين.
ويقول الاريتريون في حولوت إن رواندا واوغندا لا تمثلان اي آفاق بالنسبة لهم وبأنهم يفضلون السجن في إسرائيل على خوض غمار رحلة في المجهول.
- طلب اللجوء فقط -
ويروي ايشمايل الذي وصل اسرائيل في 2011 بعد رحلة مروعة من اريتريا، ما سمعه عن مصير الذين ارسلوا الى رواندا او اوغندا.
ويضيف إنهم عانوا من صعوبات في مساكنهم الجديدة وسلكوا طرقا محفوفة بالمخاطر في اوروبا أملا في الحصول على وضع لاجئ. ويقسم على عدم العودة الى المجهول طوعا.
ويقول إيشمايل "سمعنا عن أشخاص قُتلوا (على يد تنظيم الدولة الاسلامية) قضوا في طريقهم الى ليبيا، عطشا وجوعا في الصحراء"، مضيفا "كانوا يسعون لطلب اللجوء فقط".
وبالنسبة لشيشاي تويلدي مديهين (24 عاما)، فإن روندا واوغندا "بلدا موت" واسرائيل "تعرض حياتي للخطر".
وانتقد مساعدات إغاثية ذكرت تقارير ان اسرائيل تخطط لتقديمها لدول افريقية لقاء استيعابها مهاجرين.
ويقول تويلدي مديهين إنه يخطط للبقاء "إلى أجل غير مسمى" في سجن سهارونيم حيث يتوقع إرسال المهاجرين في حال رفضهم الرحيل.
وبحسب أرقام وزارة الداخلية الاسرائيلية، هناك نحو 42 الف مهاجر إفريقي نصفهم من الاطفال والنساء، او رجال مع عائلاتهم لا تشملهم مهلة الترحيل في نيسان/ابريل.
ويؤكد المسؤولون الإسرائيليون إنه لن يتم ترحيل اي شخص يعتبرونه لاجئا أو طالب لجوء.
لكن بين 15400 طلب لجوء، تمت دراسة 6600 حصل 11 منها فقط على رد إيجابي.
ومُنح ألف سوداني من دارفور وضعا خاصا يجنبهم الترحيل.
ويواجه رجال آخرون رُفضت طلباتهم إجراءات الترحيل.
وبدأ المهاجرون دخول إسرائيل عبر الحدود المصرية التي كان يسهل التسلل منها في 2007. وتم تدعيم الحدود منذ ذلك الحين لكنها لم توقف الدخول غير الشرعي.
وانتهت رحلة معظم المهاجرين في جنوب تل ابيب حيث وجدوا عملا كطهاة أو في غسيل الاطباق. لكن تزايد أعدادهم أغضب العديد من الاسرائيليين.
- متسللون -
ويعتبر بعض السياسيين المحافظين والمتدينين وجود افارقة مسلمين أو مسيحيين تهديدا للطابع اليهودي لإسرائيل.
ويدعو رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو تكرارا لطردهم ويصفهم "بالمتسللين".
وناصرت مجموعات حقوقية قضيتهم وقالت إنه يتعين اعتبارهم لاجئين، وقالت إنهم يواجهون مخاطر كبيرة في حال الترحيل.
فيما يقول آخرون إن الأوضاع في رواندا واوغندا مقبولة وليس من واجب اسرائيل الاعتناء بهم.
وقال وزير الداخلية ارييه درعي "سأضمن كافة الحقوق التي وعدناهم بها، وفي الوقت نفسه، سأعيد تأهيل جنوب تل ابيب".
ويسمح للمهاجرين المحتجزين في حولوت بمغادرة المركز خلال النهار.
وأثناء انتظاره حافلة امام المركزن يرى أحمد جمال (25 عاما) إن الخطة الحكومية حيلة من نتانياهو لتحويل الانتباه عن تحقيقات بالفساد تطاله.
ويقول بمرارة "نحن واعون لحيله".
ويتساءل ايشمايل بدوره كيف يتم اعتباره مهاجرا اقتصاديا إذا كان من غير الممكن ترحيله الى بلده الأم بسبب المخاطر هناك.
ويقول "إذا كانت الحكومة فعلا تعتقد انني تسللت لأكون من العمال المهاجرين، يتعين عليها إعادتي الى بلدي الام".
ويفتقد كل من ايشمايل وتويلدي بلدهما، لكنهما يقولان إن ليس لديهما خيارا سوى الفرار مما وصفوه بنظام دكتاتوري.
ويقول تويلدي مديهين "إذا كانت الأمور أحسن حالا هناك، لن ابقى ولا دقيقة هنا. أشعر بالاشتياق لبلدي وامي وأهلي"، مضيفا "لم أشأ أن أكون لاجئا".
ويؤكد انه سيرفض المال المعروض عليه، مضيفا "الله سيحرسني، لا أحد آخر".
ويتابع "لسنا خائفين من أي شيء. مررنا في ظروف أسوأ بكثير". (ا ف ب)