اعتادت الدول أو المؤسسات الثقافية على إقامة أسابيع ثقافية ، تجارية ،علمية ، وغيرها والهدف من هذه الأسابيع في الغالب لتجسير هوة ثقافية أو تروج لمنج تجاري أو حتى فكري إلا أن قناة الجزيرة القطرية- ولا بد من التركيز على كلمة قطرية لأن القناة تحاول أن تظهر بصورة القناة المستقلة –تحاول بين الفينة والأخرى أن تعقد أسبوعا عن الأردن وخلافا للأسابيع السالفة الذكر فأن الأسبوع الذي تقيمه هذه القناة يهدف إلى النيل من منجزات الأردن والدور المحوري الذي يلعبه في قضايا الأمة ولعلها طريقة ابتدعتها القناة لجلب الأنظار إلى دول أخرى تحاول أن تجد لنفسها مكانا ضمن الدول الأكثر تأثيرا في السياسة الإقليمية وهذه الدول ترى أن في انتقاصها من منجزات الكبار وسيلة سهلة وسريعة للدخول إلى نادي الكبار . فما شاهدناه في الثلاثة أيام السابقة على شاشة الجزيرة من إفلاس إعلامي وسياسي يؤكد أن الكبار كبار وأن ما هو دون ذلك سيبقى ولن يجمله نفط أو مال أو ثروة فمن خلال مشاهدة حلقة ما وراء الخبر والتي أدارها المذيع محمد كريشان والتي دارت حول التصريحات التي نقلتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن جلالة الملك والتي ادعت فيها أن جلالة الملك تحدث في أمور تتعلق باللاجئين وماهية المبادرة العربية .

وهنا لست بصدد الدفاع أو الحديث عن ما قاله الملك وما لم يقله لأنني أعرف دون أن أسمع منه ما قال فالثوابت التي يحملها الهاشميون لم ولن تتبدل فهم ليسوا متعطشين للسلطة وأصحاب انقلابات بيضاء أو سوداء ولا هم من القابعين خلف أسوار العنجهية والتخلف والغوغائية السياسية والإعلامية . فقناة الجزيرة تنقل ما يحلو لمديرها العام وأولياء نعمته .

لقد ظهر السيد محمد كريشان وكأنه يدير حوار وضعت نتائجه مسبقا. حيث كان واضحا أنه يضع ما ادعته الصحيفة الإسرائيلية موضع الأحاديث المقدسة التي لا يأتيها الباطل من أي جهة كانت .

والغريب في الإعلام العربي أن ما يصدر عن الإعلام الإسرائيلي يأخذ حالة من القدسية تارة وتارة أخرى فإن هذا الإعلام هو إعلام معاد مغرض يسعى لبث الفرقة بين الأخوة و الأشقاء حتى أصبحنا لا نعرف متى نصدق الإعلام اليهودي ومتى لا نصدقه حتى أصبح الردح السياسي الذي تمارسه بعض الأنظمة البائدة أو الطامعة في مكانة غير مكانتها الوضيعة يبنى على أقاويل الأعداء .

وهنا أسال قناة الجزيرة المستقلة والأنظمة السياسية التي تقف وراءها هل الإعلام الغربي والإسرائيلي هو إعلام نزيه ويتوافق مع الآمال العربية ؟

لعلنا بإجابة هذا السؤال نحدد في المستقبل من الصاحب ومن العدو ؟

a.azzam@ju.edu.jo