وطني حبيبي،
أي حال أنت فيه؟ ماذا يفعلون بك؟ إلى أين يقودونك؟ إلى أين يذهبون بك؟
وطني حبيبي،
لمن يبيعون زيتونك؟ لمن يسلمون أراضيك؟ لماذا يفرطون بملحك؟ لماذا يستبدلون الخل بتفاحك؟
وطني حبيبي،
كم أشتاق إليك، وأنا على ترابك؟ كم أحن إليك، وأنا في حضنك؟ فقد أخذوك بعيدا عني إلى الحراكات المنافقة، إلى المسيرات الخبيثة، إلى الاعتصامات الماكرة، يريدون المناصب باسمك، يشتهون الكرسي بعلمك، يبغون الفخامة والجلالة بنشيدك.
وطني حبيبي،
عم يتحدثون بشأنك؟ فيم يفكرون بأمرك؟ ماذا يرسمون لك؟ أيريدون بلقنتك؟ أم لبننتك؟ أم ماذا؟
لا وربك الأعظم!
لن يهزوا غصن شجرة منك، لن يلوثوا قطرة ماء من نهرك، لن ينفضوا ذرة تراب من أرضك، لن يمسوا طرفا من شماغك، لا "المدسوسين" ولا غيرهم ممن ظنوا أنهم قادرون على العبث بأمرك؛ فأنا ومثلي ملايين من أبنائك ممن يرفضون المساومة عليك: حاضرون، جاهزون، مستعدون، لحرق كل من يساوم عليك بكبريت عشقنا لجبالك، ووقود حبنا لوديانك.