تحّيةً لمصر :في «كرمةِ ابنِ هانيء» ..
حيدر محمود
05-02-2018 01:28 AM
يا أَميرَ الشُّعراءْ
لم تَزَلْ حيّاً.. لأَنّ الشُّعراءْ
لا يموتونَ !! ولكنْ، قد يغيبونَ
عن النّاسِ ، قليلاً..
ويعودونَ قناديلَ ضياءْ
لم تَزَلْ فينا.. وهذي «الكَرْمةُ الخَضراءُ»
تَسْقينا «الطِّلا» ، كُلَّ مساءْ :
لُغةً.. تَخْشَعُ من رِقَّتِها الأرضُ ،
ومِنْ نَشْوَتِها تُفْتَحُ أَبوابُ السَّماءْ !
نَحْنُ في «الحَضرةِ» يا مولايَ ،
فَلْتذهَبْ بنا «الحالُ» ، إلى حَيْثُ تَشاءْ !
«وَقَفَ الخَلْقُ» هُنا :
عِنْدَ «سَلُوا قَلْبي» ، وهذا «حافظٌ»
يَشْدو.. وها أنتَ تُناجي «نائحَ الطَّلْحِ»..
فَيَهْتَزُّ «ابنُ زيدونَ».. مِنَ الزَّهْوِ،
ويختالُ «أَبو الطِّيبِ» نَشْوانَ ،
وما زالَ «النُّواسيُّ» على العَهْدِ بِهِ ،
يَشْكو من الداءِ الذي ليسَ لهُ ، إلاّ بِهِ ،
مِنْهُ شفاءْ !!
والصّعاليكُ هُنا.. كُلُّ الصَّعاليكِ..
وكُلُّ الأُمراءْ
قَدِموا.. مِنْ أَوّلِ الشِّعْرِ.. إلى آخِرِه..
لِيُسمّوا «حافِظَ الفُصحى» ،
وحامي مَجْدِها.. النّيلَ ، ولولا النّيلُ
لم يَبْقَ لنا حَرْفٌ ، ولا سَيْفٌ ،
ولم يَخْفِقْ لهذي الأُمّةِ المكسورةِ الخاطِرِ
في الدّنيا لواءْ..
رُدَّنا يا سيّدي للشِّعْرِ ،
أَخْرجْ.. «أُمّةَ الإعجازِ» ، مِنْ هذا الخُواءْ !!
لم يَعُدْ في قَلْبِها نَبْضٌ ،
ولا في روحِها وَمْضٌ ،
وفي الشِّرْيانِ.. ما ثَمَّ دماءْ !!
رُدَّنا للشِّعرِ كَيْ نَحْيا ،
وهل مِنْ أُمّةٍ تَحْيا بلا شَدْوٍ
وشَجْوٍ.. وغِناءْ ؟!
يا نَشيدَ «الضّادِ» ، في أَيّامِها السُّود
التي وَلَّتْ..
وفي أيامِها السُّودِ ، التي هَلَّتْ..
تُرى ؟! ماذا يَقولُ الشِّعْرُ
لَوْ شَاهَدَ ما تَفْعَلُ أيديها بأيْديها
إذَنْ.. لاسْتَغَفَرَ اللهَ ، على ما قالَهُ
في الغُرَباءْ !!
وهَجا.. ثُمَّ هَجا.. ثُمّ هَجا
مَنْ يَسْتَحِقّونَ الهِجاءْ !!
صاحبَ «الرّيمِ على القَاعِ» ، و «مُضْناكَ» ،
و»يا جارةَ الوادي»... سَيُبْقى «الذِّكْرُ
راعيها مَدى الَّدهرِ ،
ويَبْقى الشِّعْرُ عُنقوادَ دواليها..
ويَبْقى الشُّعراءْ
دائماً ، أقوى مِنَ الموتِ ،
ومَنْ قالَ: يموتُ الشُّعراءْ
بلْ.. يَغيبونَ عن النّاسِ، قليلاً ،
ويَعودون مواويلَ ،
يَعودون تَراتيلَ ،
يَعودون قناديلَ ضياءْ !!
أَلقاها الشَّاعر، في احتفالية تكريم أمير الشعراء «شوقي»
وشاعر النيل حافظ إبراهيم
الرأي