أبو غيث .. "نقاء" في ذكريات وطننشأت الحلبي
14-03-2009 08:11 PM
نعم، أنا كنت ممن هاتفهم الفايز، فلا أنسى ذلك اليوم الذي تلقيت فيه إتصالا من "مجهول الرقم" وكان التوقيت ظهرا وأخبار تشكيل حكومة فيصل الفايز ما زالت طازجة، ومن كثر ما تابعت الأخبار "زهقت" وتوجهت الى المنزل للقيلولة، ولبعد منزلي في "الرصيفة" عن مقر الصحيفة في عمان، زاد علي التعب، وكدت أن "أتوفى" لا أن أنام، وعندما رن الموبايل قررت للحظة أن لا أرد، ولكن عندما رأيت الهاتف "مجهول الرقم" قررت الرد لأن المتصل إما ناشر الصحيفة أو أحد المسؤولين الذين يريد أن يعلق على خبر ما نشر بحقه في الصحيفة وكنت أعشق أن أجادل مسؤولا ما في خبر يخصه لأنني لا أنشر خبرا إلا وأنا متأكد من صحته، وكانت المفاجأة كبيرة بأن قال لي المتصل وبالحرف : "مرحبا يا أستاذ نشأت أنا فيصل الفايز"، وبكل صراحة "طار" النوم من عيني و "فزيت بأربعتي" ودبت بي الحياة من جديد، وكل ذلك ليس لهيبة منصب رئيس الوزراء، فذلك شيئ عادي لصحفي خاصة في الأردن الذي "حطم" فيه جلالة الملك كل "الحيطان" العالية بين الناس وبين المسؤولين وكرس مقولة أن المسؤولية تكليف وليست تشريف، لكن ما حدث لي هو نتيجة ما قرأته بثوان من المكالمة لما يريده صاحب الإتصال من الإتصال، فتلك بكل تأكيد مقدمة لذهنية جديدة في مفهوم "الحكم" في الأردن أول وأهم قوائمها هي التعلم من الذهنية الملكية بأن لا أحد أعلى من الشعب، ولا أحد أكبر من مصلحة الأردن، ومن هنا، فإن الفايز كان أول من يترجم هذه الذهنية، فالتواصل مع الناس في كل مواقعهم وتلمس همومهم وسماع رأيهم هو الطريق الأول للنجاح، وبداية الطريق للنجاة بالوطن من كل الأمواج التي تحاول إغراقه، وفي لحظة، شعرت بأن الفايز قد أجرى قبل الإتصال بي وبعده مئات الإتصالات الأخرى بكل الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف اليومية والأسبوعية حتى يتواصل مع الجسم الإعلامي ومن مختلف تياراته الفكرية والسياسية، وهذا كان يعني لي بأن لا معلومة يمكن أن تخفى بعد ذلك على الإعلام، وهو ما يعني بان المواطن الأردني سيعلم بعد اليوم بكل شاردة وواردة في الحكومة وبأن الشفافية ستكون عنوانا للمرحلة القادمة التي إختار الملك لها أحد "أبناء القصر" فيصل الفايز لقيادة دفتها.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة