لا ادري ماذا يريد مدير محطة قناة الجزيرة الفضائية وهو يبث ما بين فترة واخرى ما يسيء للاردن من قيادةً وشعباً ومؤسسات وهو الذي تخرج من جامعاتها بالامس وتتلمذ على ايدي مدرسيها وشرب من ماؤها واكل من خبزها ، وها هو قد بث سمومه من خلال العجوز هيكل وقد شطح ونطح مساء يوم الخميس الماضي يكلم التاريخ كيفما شاء يلقي التهم على الهاشميين والاردن دون هوادةً ورحمة يحاول ان يشوه صورتهم في التاريخ ويلقي بظلال هزيمة 1967 الى جلالة المرحوم الملك حسين رحمه الله والادوار التي سبقت ذلك الى الهاشميين بكل ظلم وتجني لن يغفر له التاريخ على ذلك .

وما يزيد الامر استغراباً ان بث هذه الحلقة قد جاءت في ظروف تحاول من خلالها القيادات العربية تنقية الاجواء المشحونة وتوحيد الصف العربي لتحقيق المصالح المشتركة لهذه الدول والبحث عن بدائل عالمية واقليمية تحقق مصالحها.

وان السموم التي اطلقها الاعلامي العربي محمد حسنيين هيكل والذي كنت اتوقع انه توفاه الله وهو يحدثنا عن اكلة الفاصوليا مع البندورة بمعية الملك عبد الله الاول لسرد حادثة معينة او يؤكد معلومة ما لاقناع المشاهد عن الوضع المادي للزعماء العرب انذاك وماذا كان اكلهم في تلك الفترة ونحن كنا نعيش في ظروف تخلف وتردي وحياة بائسة وبسيطة كانت الناس في ايامها في اسوأ احوالها وظروفها والا لم نكن نهزم شر هزيمة في عام 1948 .

وانني اقول لكل من يحاول ان يرمي بسهام شره على الاردن قيادةً وشعباً ان يحاكي هذا البلد من خلال موارده الشحيحة والبسيطة وما يتمتع به الآن من مدن حضارية ومنظمة ومؤسسات متطورة ونماذج ديموقراطية تمتد من مجالس نيابية وبلدية منتخبة ومؤسسات مجتمع مدني وغيرها من النماذج الحضارية التي لا نراها عند غيرنا وهم يملكون كل شي الا المورد البشري والعقلية المتفتحة الموجودة في الاردن.

ومن هنا لا بد من اعادة هيكلة المؤسسات الاعلامية الاردنية وبناء نموذج اعلامي متميز والاستفادة من الكفاءات الاعلامية المتواجدة في كافة القنوات الفضائية العربية والخبراء الاردنيين وذلك للدفاع عن الاردن قيادةً وشعباً ولتوضيح كثير من القضايا والترهات التي تخرج بها علينا الكلاب المسعورة والمسمومة والموتورة ما بين فترة واخرى لتنهش لحومنا التي هي عصية على كل طامع في مقابلة تلفزيونية او مقال صحفي او دراهم معددوة.
bsakarneh@yahoo.com