بعد صدور حكم بالسجن ثلاث سنوات على الصحافي العراقي منتظر الزيدي, من حقه على كل الذين أسعدهم الفعل الذي قام به أن لا ينسوه.
الواقع إن الحادثة كانت عابرة للثقافات والمجتمعات, وقد سُجلت بعدها عدة حالات مماثلة جرت لرؤساء آخرين, كما أنها شكلت ميداناً لكثير من الابداعات الشعبية, فقد كانت على سبيل المثال موضوعاً للعديد من الرسوم الكاريكاتورية في مختلف دول العالم خاصة في أمريكا اللاتينية كونها المنطقة الأكثر تضرراً بالأمريكان سيما في عهد الرئيس متلقي الحذاء بوش, ولكن الأهم أن الحادثة استدعت رسوماً تحذيرية لرؤساء آخرين بينهم الرئيس الأمريكي الجديد.
تبقى سنوات السجن الثلاث التي حُكم بها الزيدي. فالناس توقعوا مصيراً مرعباً له لدرجة كانت هناك توقعات متشائمة جداً, لكن من دون شك فإن الاهتمام العالمي الذي لقيته القصة وطبيعة الظرف السياسي الحالي في العراق, دفعت بمجمل الموضوع لأن يتخذ مجرى قضائياً عادياً الى حد ما.
مثل هذا الحكم لا ينظر اليه شعبياً على أنه "عقوبة" تستحق التعاطف المجرد, بقدر ما هو "تضحية" يتحملها بشجاعة عراقي شجاع قام بعمل مكثف الدلالات فهمته الشعوب خاصة الشعب العراقي بلا مواربة, كما فهمه الحكام خاصة في الادارات الغربية وفي أمريكا بالذات, وتمت ترجمته الى مختلف الثقافات البشرية.
ثلاث سنوات سجن مقابل قذف وجه الاحتلال بحذاء, هي زمن سيمضي.. "وعلى قندرة منتظر الزيدي".0
ahmad.abukhalil@alarabalyawm.net