كُتّاب الرومانسية يحصدون ملايين
03-02-2018 09:33 AM
عمون- في وقت يتضاعف متوسط دخل كُتاب الرومانسية ثلاث مرات في عصر الكتاب الإلكتروني، يمكن أيضاً أصحاب الأعمال الموقتة أن يتعلموا شيئاً من هؤلاء.
عندما يبدأ عرض الجزء الثالث والأخير من سلسلة أفلام «فيفتي شيدز (خمسون ظلاً) الذي يحمل عنوان «فيفتي شيدز فريد»، في التاسع من الشهر الجاري، سيندفع محبو هذه السلسلة بلا شك إلى مشاهدة الولد السيئ كريستيان غراي (الذي يؤدي دوره جيمي دورنان)، والبطلة الشقية والجميلة أناستازيا ستيل (داكوتا جونسون).
وهناك مسألة أقل منافسة لقصة ذلك الفيلم المفعم بمشاهد الحب والرومانسية، لكنها متساوية الإثارة، وهي تتمثل في طريقة تعامل كُتاب الروايات الرومانسية مع عصر التكنولوجيا الرقمية، وتمكنهم من النــجاح وتحقيق الثروة فيه.
وبينما يقف الاقتصاديون وأساتذة الأعمال عاجزين أمام اقتصاد العمالة الموقتة المتضخم والمحفوف بالأخطار، تمكن كثير من العاملين الموقتين وأصحاب العقود القصيرة الأمد من تطوير سلوكيات عمل مبتكرة خلال العقود الأربعة الماضية، ما فتح لهم أبواب النجاح في هذا العصر الرقمي.
وعلى الرغم من وصول قلة من الكُتاب إلى مستوى النجاح المذهل الذي حققته ثلاثية «خمسون ظلاً» للروائية إي إل جيمس التي كانت في السابق كاتبة روايات خيالية، وتبلغ ثروتها اليوم أكثر من 58 مليون دولار، توصلت دراسة أن متوسط دخل كُتاب الرومانسية قد تضاعف ثلاث مرات في هذا العصر الرقمي. وأصبحت أعداد من يحقق منهم مكاسب بالملايين في تزايد مستمر.
هذا التطور حدث في الوقت الذي أصبحت فيه أنواع أخرى من الكتب أقل ربحاً. ففي خلال الفترة ذاتها، كشف بحث مسحي شمل 1095 من أعضاء نقابة المؤلفين أن متوسط دخلهم من الكتابة قد انخفض بنسبة تصل إلى 30 في المئة على الأقل.
ويعرف كتاب المواضيع الرومانسية شيئاً ما، لا يعرفه الكتاب الآخرون، ولا كتاب القطعة غير المتفرغين.
ويمكن للأميركيين الموظفين بعقود مؤقتة والذين يمثلون ثلث القوى العاملة في بلادهم أن يتعلموا بعض الدروس من هؤلاء الكُتاب.
فقد بلغ عدد الذين عملوا بالقطعة عام 2016 في الولايات المتحدة 57.3 مليون، طبقاً لدراسة نشرتها مؤسسة إديلمان إنتيليجنس للأبحاث.
وتوصل عالما الاقتصاد لورانس كاتز وآلان كرويغر، إلى أن 15.8 في المئة من الأميركيين يجرون «ترتيبات لإيجاد عمل بديل» (مثل العمل بالقطعة والعقود القصيرة والعمل الموقت)، بزيادة 9.1 في المئة. وقد توصلا أيضاً إلى أن كل الزيادة في عدد الوظائف في الولايات المتحدة من 2005 إلى 2015 جاءت من هذا النوع من العمل.
وبينما يتمكن عدد قليل من الكتاب من أن يصبح من الأثرياء من تأليف الكتب فقط، توصلتُ أنا إلى أن نصف كتاب المواضيع الرومانسية حققوا مكاسب تقدر بأقل من 10 آلاف دولار عام 2014، وباتت قدرتهم على الاعتماد مادياً على أنفسهم في تزايد مستمر.
وبينما حقق ستة في المئة فقط من الكتاب نحو 100 ألف دولار عام 2008، حصد 15 في المئة من الكتاب هذا المبلغ عام 2014. ويكسب غالبية العاملين بعقود موقتة وتلك المحدودة بمهمات معينة، بمن فيهم الكتاب، قوت يومهم عبر العمل في وظائف متعددة.
وهناك ثلاثة أمور مدهشة هيأت لكتاب الرومانسية سبل النجاح: فهم يرحبون بالكتاب الجدد من أقرانهم، وينشرون معلومات مفيدة تهم القارئ في ثنايا كتبهم، ويطلبون النصيحة والاستشارة من حديثي العهد في مهنة الكتابة. (الحياة)