سفر الملقي إلى امريكا .. من سيتحمل أعباء كفيل "وفا" الحكومة؟
لقمان اسكندر
02-02-2018 04:13 PM
على قلق كأن الريح تحتها نامت الحكومة ليلتها. لكنها وهي ترقد على سرير الشفاء، أعلن على عجل عن سفر رئيس الوزراء هاني الملقي إلى واشنطن لتلقي العلاج لطارئ "مفاجئ" ألم به.
شفاء عاجل للملقي، على أن سفره سياسيا، قد يثقل كاهل البلاد. فماذا يعني سفر الملقي السبت الى واشنطن؟
قبل الاعلان عن سفر الرئيس كانت تدرك الحكومة مسبقا أنها ستكون كبش الفداء الأول، في حال استمرت المظاهرات بزخمها. هذا يعني أنها أدخلت البلاد في مأزق. وعلى صانع القرار أن يتحرك.
لقد كشفت الشعارات التي تخرج عن المشاركين في المسيرات أن الناس لم تعد تصدق كل ما قاله المسؤولون في حكومة الملقي. كما لم تجد نفعا كل جلسات مجلس النواب الترقيعية وتصريحات النأي بالنفس، ومحاولة عدم التلوث بدخان الاسعار.
إن المواطنين يعتبرون مجلس النواب كفيل "وفا" في الورطة، للحكومة رغم أنهما أبناء عمومة. ومن هنا تظهر خطورة الشعارات التي قد ترفع خلال غياب الملقي خارج البلاد.
حتى الان، ما زالت مطالب الضحية "الشعب" في عطوة اعتراف يجلى فيها مجلس الوزراء عن مضارب الرابع، وقد يقتنع الناس ببقاء وجوه النواب هي هي، رغم أن الشعارات ترى في مجلس النواب أبناء عمومة للوزراء وأصحاب "فراش العطوة".
على أن الأمر قد يتطور فيطالب المحتجون بضم مضارب النواب في العبدلي للدوار الرابع في عطوة الاعتراف.
سيناريوهان يظهران اليوم وسط كل ما سبق. إعلان سفر الملقي الى امريكا لتلقي العلاج لمرض لم يعلن عنه.
أما الأول ففي إقناع المتظاهرين أن خروجهم إلى الشارع غير مجد والملقي خارج البلاد. فقد يثقب خاصرة المحتجين سفر الملقي، خاصة وأن كتفهم لا تحتمل مواصلة حمل عبء الشوارع حتى يعود، وهو ما يعني تمرير كل ما جرى رفعه من أسعار – أو محاولة تمريرها – تحت بند "حتى يعود الرئيس.
قد تبدو الفكرة ساذجة لكنها ربما تطرح.
أما السيناريو الثاني – وهي الأقرب - ففي تحويل نظر المحتجين إلى مجلس النواب أولا والمناداة بحله، ما يعني بالضرورة حل الحكومة كذلك.
في السيناريو الثاني ستبدو البلاد قد وقعت في مأزق سياسي أكبر مما هي عليه الأمور فيما لو رحلت الحكومة فقط.
كل ذلك ربما يكون رسما على الماء. فخطوط عرض وطول السياسة الاردنية ترسمها الوقائع على الارض.