صحيفة إسرائيلية تنسب إلى جلالة الملك أقوالاً تتناقض مع مواقف البلد الثابتة حول قضية اللاجئين. أحزاب وتيارات سياسية تقع في الفخ. تدين التصريحات. تطالب بتوضيحات. تقوم الدنيا ولا تقعد.
تنجح إسرائيل في خلق أزمة عربية - عربية. تضحك إذ تعمي بتقرير صحافي العيون عن مواقف ثابتة تترجم قولاً وفعلاً ضمن سياق تاريخي لسياسة أردنية تسعى إلى إنصاف الفلسطينيين وتلبية كل حقوقهم انطلاقاً من اقتناع أن أمن الأردن والمنطقة واستقرارهما مرتبطان بإنهاء الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني واحترام حقوقه السياسية والإنسانية.
موقف الأردن من القضية الفلسطينية تشكل عبر سنوات من التفاعل اليومي مع تبعات تغول اسرائيل على الحقوق الفلسطينية. وهو موقف يدرك ان قيام دولة فلسطينية هو عامل استقرار للأردن بقدر ما هو حق مشروع لا تنازل عنه للفلسطينيين. وهو يعرف أيضاً مركزية قضية اللاجئين في وجدان العرب، حقاً سياسياً وقانونياً وإرثا ثقافياً وعاطفياً.
فالأردن يستضيف أكبر عدد من اللاجئين الفلسطينيين في العالم. حقوقهم جزء من حقوق مواطنيه. وهي حقوق لا مصلحة للأردن في التنازل عنها.
الأردن يلتزم مبادرة السلام العربية. شروط المبادرة لتحقيق السلام مفصّلة. قضية اللاجئين مركزية فيها. حلها يتم من خلال المفاوضات على أساس قرار الامم المتحدة 194 الذي يعترف بحق اللاجئين في العودة والتعويض.
نفى الديوان الملكي بشكل قاطع ما نسبته صحيفة هآرتس الاسرائيلية للملك. أكد أن ما قالته الصحيفة عارٍ عن الصحة. ولفت الى انه جزء من حملة تأتي في سياق الاساءة للبلد الذي نجح في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بعد ان تراجعت في اولويات السياسة الدولية.
وكان ضرورياً ان ينفي الاردن التقرير الاسرائيلي بعد ان اعتمده كثيرون معياراً لقياس مواقف الاردن وتناسوا سياسات معلنة لا يكاد يمر يوم من دون تأكيدها.
والناس الآن أمام ادعاءات اسرائيلية ونفي أردني. الادعاءات الاسرائيلية تأتي خارج سياق كل المواقف الأردنية تجاه القضية الفلسطينية. النفي الأردني ينسجم مع ثوابت يعرفها القاصي والداني.
من يصدق الناس؟ من يريد الصيد في الماء العكر سيظل يتحدث بتقرير صحيفة اسرائيلية. لكن من يريد مصلحة فلسطين ومصلحة الاردن يعرف ان ما نسب إلى الملك جنون لا يصدقه عاقل. بيد أن ليس كل من يتحدث في السياسة في الشرق الاوسط عاقلا. ثمة جنون. وثمة انتهازية. وهنالك استراتيجيات اسرائيلية تعتاش على النهش من صدقية العرب، خصوصاً اولئك القادرين أن يوظفوا هذه الصدقية في تعرية قباحة ممارسات اسرائيل ولامشروعية احتلالها لأراضي العرب في الساحة العالمية.
الساسة الاردنيون ليسوا مبتدئين. ويعرف الملك كما الحكومة أن لا أحد، في الاردن قبل غيره، يقبل بالتعامل مع القضية الفلسطينية باللامنطق الذي ادعته الصحيفة الاسرائيلية. ويحتاج المرء إلى مخزون لا قاع له من الانتهازية أو الجهل ليصدق انه يمكن أن يقول الملك ما قولته إياه صحيفة اسرائيلية.