انت جزء من نبض القلب ... فلا تبتعدين ...
لا زال قلبك صغيرا ولكنك تريدين له ان يجتاز سنوات العمر ويكبر ليتعبك ....
لا زال بريق الطفولة يشع في بعض منك لكنك ترفضين ان تمنحيه الفرصة ليبقى مستقرا في نفسك وكأنك تعيشين تحديا مع الزمن لتنهي مرحلة الطفولة بكل ما تبقى منها من جمال وبراءة يتمسك بها الكبار بالحياة ....
لا زلت في البدايات لكن بداخلك شيئاً ما يسحبك الى النهايات وكأنك تستعجلين الايام والسنوات لتصلي الى النهايات ليس بالعمر بقدر ما هو بفكرك ونظرتك للحياة والتجارب .
انت لست انت لم تعودي تحملين بنفسك ذاك الصدق الذي حاولت مرارا ان اكتبه بكل صفحة من صفحات عمرك الماضية
انت لست انت لم تعودي تؤمنين بي باني ملجئك وملاذك من الاخرين .... منحت لذاتك مساحة من الهروب من حياتي وايامي مؤمنة بان كل عام تكبرين به تبتعدين به اعواماً عني وعن كل من يحبك بصدق لم يعد له قيمة بحياتك .
حزينة انا من ثنايا القلب روحي متالمة على كل سنوات العمر التي كنت انت بها عنوان وجودي وقيمتي بالحياة وكأ ن السنوات التي كان اسمك بها في صفحات العمر تكافئني اليوم بابتعادك عني ....
ليس ما يؤلمني ان تكون لك حياة تقودينها انت برويئك لها وبفكرك وبقراراتك فاولادنا بنهاية الامر ليسوا لنا انهم لانفسهم يرسمون شكل حياتهم كما يريدون يخوضون تجاربهم بانفسهم لا يمكننا منعهم من ان يتالموا وان يفرحوا وان يعيشوا الحياة بما رحبت لكني متالمة لانني ادرك جيدا بانك لم تفهمي الحياة بعد كما هي
لم تتمكني الى الان من اختيار صفحات ايامك التي يكون عنوانها الصدق .... والاختيارات الصحيحة كي يبقى قلبك بمنأى عن الالم وتبقى نفسك قادرة على الشعور بالنقاء والراحة .
يؤلمني منك اليوم بانني اراك غريبة عني في كل مرة اقترب منك احاول ان اكون صديقة .... ملجا لك .... قلباً نابضاً باسمك ووجودك يحتويك بكل حالاتك .... تبعدينني عنك وتحاولين ان ترسمي حدودا كبيرة بيني وبينك لا اعلم الى الان كيف امنت بها وهي التي ابعدتك عني الى هذا الحد ....
لم اكن في اي يوم من الايام بعيدة وان قادتني ظروف ما الى مكان لا تريدينني ان اكون به لكن كانت روحي وقلبي دوما معك اراقبك من بعيد وامد لك يدي تارة وامنحك عمري كله تارة اخرى كي امنحك فرصاً جديدة لتعودي كما كنت تدركين بانني الانسانة الوحيدة بالحياة التي تحبك حبا صادقا لا رياء فيه
حبا لا يضاهيه شيء بالعمر ..... لانك كنت ولا تزالين لي برغم حجم الم العمر كله بسنواته وايامه ولحظاته التي لن تعود ....
متعبة انا منك .... اتعبتني سنوات العمر التي كبرتي فيها ولم اعد اجد لي مكانا فيها وانت نبض الروح والوجدان ....
متعبة انا منك لاني اراك تبتعدين وتحلقين في سماء ليست سمائي وفي مكان لا اعلم الى الان كيف اعيدك منه ليس لاجلي فحسب بل لاجلي ان تعودي به كما كنت ان يشع من عيونك ذاك البريق الذي يشعرني بانك تحبين الحياة وتخوضين تجاربك فيها دون ان تتركي ذاتك ضحية للالم والضياع ....
فكيف لقلبي ان يقوى بان يراك تختارين كل شيء بحياتك وانت لا تدركين بان كل خيار تقومين به سيؤلمك يوما ما .... ؟
كيف يمكن لي ان ابقيك بعيدة عني بهذا القدر ولا يزال هناك بعمري مساحة واحدة لك بالقلب والنفس .... امل لا اريده اليوم ان يرحل عني كي اتمكن من العيش ولو ليوم واحد دون خوف او حزن .... ؟؟؟
ايتها الغريبة والبعيدة والقريبة من روحي التي اعجز الى الان من الهروب منك لانك جزء من نفسي وقلبي وكياني اتراك تشعرين بالمي ...؟؟
اتراك اليوم وانت تعيشين في عالمك قادرة على التقاط اشارات حزني وتعبي وخوفي ...؟؟؟
اتراك اليوم قادرة على الوقوف على ابواب عمري من جديد لتكتشفي بانك اخر امالي بالعمر ....؟
في علاقتنا مع الاخرين مهما اختلف شكلها نحن نملك خيارات البقاء او الرحيل نحن من نسمح للاخرين مهما بلغت درجة حبنا لهم من البقاء بايامنا او رحيلهم ان ما اتعبنا وجودهم بايامنا
لكن انت مختلفة انت جزء من قلبي ودمي وحياتي كيف لي اليوم ان اترك كل شيء ورائي محاولة ان اقنع نفسي بانك كبرتي لتعيشي حياتك كما تريدين وان تكوني قادرة على تحمل تجاربك واخطائك وامضي ...؟
كيف لي اليوم ان اعيش في حالة الحياد معك وبك ان أراك تتالمين وترفضين ان اكون بجانبك ومعك ...؟
كيف يمكنني ان اكون جزءاً من حياتك وايامك وانت لا تزالين باعماقي صغيرة ارفض ان تكبر لتحزنني بهذا القدر ...؟؟
ماذا تبقى من العمر ان كنت انت به ستبقين غريبة ...؟
ما ذا تبقى لي ان كنت تختارين ان لا اكون ان جزءاً من ايامك لاشارك فرحك وحزنك واكون ملجأك من قسوة الحياة ....؟
كل ما تبقى لي صور من الماضي استحضرها بين فترة واخرى لاراك صغيرة تعودين الي تحتاجين لقلبي فاحتويك بكل قدرتي على الحياة ....
صورا انت لا تدركين كم اتالم عندما تمر بخيالي فاشتاق لك .... واقف على ابواب قلبك انتظر ان تاذني لي بان اكون مرة اخرى جزءا منه ولو ليوم واحد فقط احتويك من جديد واهمس لك قائلة « احبك بكل ما اوتيت من مشاعر .... احبك اليوم وامس وغدا بكل آلامي وتعبي فانت لا تزالين نبضي الذي يصلني بالحياة واملي الذي اريده ان يبقي حيا بقلبي كي لا اموت مرتين فانا افتقدك صغيرة وطفلة وارفض ان تكبرين لتبتعدين وتزرعين بايامي كل هذا التعب ...»
الرأي