( الجزيرة) بين التضليل والتهويل
افتتاحية "الرأي"
22-04-2007 03:00 AM
مرة اخرى تعود فضائية الجزيرة الى سيرتها الاولى التي لم تغادرها اصلا ولم يفكر المسؤولون عنها - والممولون - للحظة واحدة ان يتخلوا عن هذه المهمة غير النبيلة وغير الاخلاقية التي انتدبوا انفسهم او انتدبتهم الجهات الممولة او الراعية لها وهي تمزيق النسيج العربي القومي وايقاع الفتنة بين ابناء الامة الواحدة المرتبطة بالمصير المشترك وبث اليأس والقنوط في صفوف الجماهير العربية وقبل كل شئ في تكريس اجواء من الشكوك وانعدام الثقة وسيادة ثقافة التخوين والعمالة في المشهد العربي..اخذت فضائية الجزيرة على عاتقها مهمة ترويج وتعميم المقولات الاسرائيلية والمفبركة منها على وجه التحديد والتي يعرف الجميع انها تطبخ في مطابخ المخابرات والاجهزة الجاسوسية الاسرائيلية ويتم اختيار موضوعاتها وتوقيتها على نحو مقصود ومبرمج وبالتأكيد يستطيع المرء ان يطالع الكتب والمذكرات التي اصدرها اسرائيليون محترفون خدموا في صفوف تلك الاجهزة ويكتشف بعضاً من رأس جبل الجليد الذي سمح به المراقب العسكري الاسرائيلي والذي ما يزال يشغل وظيفته الرقابية على وسائل الاعلام الاسرائيلية كافة حتى بعد 59 سنة على قيام الدولة العبرية.
نحن اذا امام ادعاء ما تزال الجزيرة تزعمه حول مهنيتها العالية وحول حيادها والاكثر اثارة للغضب حول بحثها عن الحقيقية والتزامها الرأي والرأي الاخر.
فأين نحن امام كل هذا التربص المبرمج لكل ما يخص الشأن الاردني (ولا ننسى حلقاتها المفتوحة، بل المفضوحة، في تقصد الاساءة مع انظمة وشعوب عربية عديدة في الكويت ومصر والسعودية وتونس بل الصومال وغيرها) وفي تعمدها نشر الاخبار المبنية دائما على مجهول ودائما ما تكون الصحافة الاسرائيلية والمصادر الاسرائيلية والوجوه الاعلامية والبرلمانية والامنية الاسرائيلية هي دائمة الحضور ودائمة الظهور في بث حي ومباشر من القدس حتى باتت وجوه الاسرائيليين معروفة للمشاهد العربي على نطاق واسع فيما تختفي الوجوه العربية او تمنح دقائق او ثواني معدودات مقارنة بالكرم القطري المعروف لصانعي الاخبار ولمفبركي الشائعات في اسرائيل.
واذا كان الرأي والرأي الاخر هو العجل الذهبي الذي تمسك فضائية الجزيرة بقرنيه ولا تتوقف طوال ساعات بثها المتواصلة على التذكير به فهل يسمح لنا القائمون على الفضائية المعجزة ان نسأل حضراتهم ..
- هل كلفتم خاطركم سؤال أي مسؤول اردني ايا كان موقعه في مفاصل الدولة الاردنية عن صحة او دقة ما نشرته الصحف الاسرائيلية طوال اليومين او الثلاثة ايام الماضية؟ - واذا كنتم لجأتم الى هذه الوسيلة ووجدتم الصد او رفض التوضيح فهل لنا ان نعرف اسم هذا المسؤول الذي رفض؟ - وحتى لو كان ذلك قد تم (وهو لم يتم اطلاقا) فهل حاولتم الاتصال مع أي صحفي او سياسي او حزبي اردني حتى من بين صفوف المعارضة ليحدثكم عن رأيه في ما حاولت وسائل الاعلام الاسرائيلية الترويج له في هذه المرحلة تحديدا حيث تتقدم مبادرة السلام العربية جدول الاعمال الاقليمي والدولي وحيث يتزايد الدعم والتأييد الدولي لها وخصوصا من قبل عواصم القرار الدولي والاتحاد الاوروبي في مقدمته وحيث - وهذا هو الاهم - يحاول ايهود اولمرت الهرب الى الامام والظهور بمظهر المتجاوب والمستعد للاطلاع على المبادرة العربية فيما هو يحاول تقطيع الوقت بانتظار صدور تقرير لجنة فينو جراد التي تقول معظم المؤشرات ان اولمرت سيذهب الى بيته خاسرا وهو في افضل الظروف لن يخرج منها سوى بطة عرجاء..
واذا كان من نصيحة لفضائية الجزيرة فإننا نحيلهم الى ما صدر عن مدير ادارة الاعلام والمعلومات في الديوان الملكي الهاشمي من ان كل ما نشرته بعض الصحف الاسرائيلية من تصريحات منسوبة لجلالة الملك عبد الله خلال لقائة برئيسة الكنيست الاسرائيلي داليا ايتسيك هو عار عن الصحة تماما ولا يستند الى حقيقة ومضامين ما دار من حديث بين جلالة الملك ورئيسة الكنيست خلال اللقاء..
ولا داعي ايضا للقول ان ما تقوم به الدبلوماسية الاردنية من جهد وحراك انما يستند الى مواقف اردنية ثابتة ومعروفة وشفافه يعكسها الخطاب التاريخي الذي القاه جلالة الملك عبد الله الثاني امام الكونغرس الاميركي بمجلسيه ويؤكد عليها الالتزام الاردني الثابت والواضح والمعلن بما يوافق عليه الاخوة في فلسطين وما يتوافق عليه العرب في قممهم ومبادراتهم المعروفة وليس من خلال الصفقات والاتفاقات السرية وتلك التي تتم خلف الكواليس او العمل كسماسرة لشراء اراضي العرب في سيناء ومصر لصالح يهود اسرائيليين وهو خبر بات معروفا على نطاق واسع في مصر وفي العالم اجمع ولم نر الجزيرة تشير اليه بل هو لم يرد حتى في شريطها الاخباري اسفل الشاشة...
فأين هي الحقيقية ... واين هو الرأي والرأي الاخر ؟