لماذا كلما تحدثت على الهاتف مع صديق ختم مكالمته بجملة (الله يحمي هالبلد).. حتى حينما نتحدث في أمور ليس لها علاقة بالشأن العام, مثل: أنواع الهواتف.. أو حال الطريق الصحراوي.. أو سد الموجب..
العجائز في الكرك, حينما تسألها عن صحتها تجيبك: (الله يحمي هالبلد), وبائع الخضار الذي ركن صناديقه على جانب الطريق في غور الصافي, حين تنزل من سيارتك لشراء البندورة وتجاذب أطراف الحديث معه, يختم الكلام بجملة: (الله يحمي هالبلد).
والمراسل الذي يعمل في أمانة عمان أيضا, والذي يتحدث بلغة الإشارة.. ويستقبل منك الكلام وقليلا ما يعبر, يحاول أن يخرج بعض الجمل حتى تلتقطها, ويحاول أن يوحد بين إشارة اليدين ونطقه المتعب.. حتى هو حينما سألته أول أمس, عن حاله وحال الأولاد.. رفع يديه للسماء, وصنع دائرة بإصبعه.. ونطق بعض الكلمات التي فهمت من خلالها أنه يدعو بجملة: الله يحمي هالبلد .
الأردنيون متوحدون الان في شكل خطابهم, كلهم يختمون الكلام بجملة (الله يحمي هالبلد).. وهذا دلالة على الحب, فأنت حين تقدم البلد على خبزك والأولاد, وعلى الوظيفة والطموح.. وعلى كل خطوة ستمشيها هذا الصباح, فالأمر يدلل على أن الأردن يسكن هاجس وقلب كل واحد فينا.
الأردن هو الوطن الوحيد في الدنيا, الذي تنطلق الأدعية له كل صباح.. ويأتي في متن الحديث, ووسط الحديث.. هو الوطن الذي يحضر في صلاتك, وفي حلمك وحتى في نومك..
صارت هذه الجملة على لساني, من دون ترتيب من دون وعي باللحظة أو الموقف تخرج من فمي.. (الله يحمي هالبلد).. والله سيحميها.. سيحميها.. سيحميها!.
الرأي