الفهم الخاطىء لرسالة التواصل اﻹجتماعي على أوجه هذه اﻷيام، فالبعض يستغل المنبر المفتوح للتواصل اﻹجتماعي لينبري بتعبيرات أو حتى حوارات تدس السم بالدسم والبعض الآخر يستخدمها لمواضيع أو صور ساذجة أو ربما سخيفة، وكلاهما متطرفان، لكن هنالك فئة قليلة تفهم هذه الرسالة على حقيقتها وتحاول إستثمار هذا المنبر لما هو مفيد وحواري وجامع ومتميز:
1. اﻷصل أن يكون الكلام صفة المتكلم، وأن يتمخض عن فكرة أو شيء جديد أو مفيد ﻷن ما يكتب على صفحات التواصل اﻹجتماعي هو بمثابة تأريخ أو توثيق للحاضر والمستقبل ويمثّل فكر ونتاج الكاتب.
2. بعض الناس المغرضة تستخدم هذا المنبر الحر ﻹستعراض العضلات أو عكس أمراضها اﻹجتماعية لبث سموم العنصرية المقيتة أو اﻹقليمية الضيقة أو الجهوية البغيضة أو اﻹقصاء المميت أو الفزعة العشائرية أو اﻹصطفافات الشللية أو حتى التهميش أو اﻹساءة أو تشويه الصورة أو التجييش ضد شخص بعينه أو مجموعة أو شخصية عامة وغيرها، وكلها تفرّق ولا تجمع، فلندعها ﻷنها نتنه!
3. بعض الناس الساذجة تستخدم منبر التواصل اﻹجتماعي لعرض صورها وطبخاتها وحركاتها اليومية وفعالياتها ومناسباتها وغيرها، ورغم خطورة ذلك أحياناً إلّا أنها ومع اﻷسف تحضى بالكثير من اﻹعجاب كمؤشر على كثرة أمثالهم! وإن كان لا ضير في ذلك لكنه لا يضر ولا ينفع!
4. أنّى كان ما يعرض على صفحات التواصل اﻹجتماعي ربما يتم قبوله، إلا أننا بالطبع نرنو إلى أن لا نقبل عرض صور الموتى أو المرضى في حالة صراع مع الموت أو في غرف العمليات أو اﻹنعاش، ﻷنني أجزم بأن ذلك إهانة إنسانية! فلنكف عن ذلك.
5. بعض الناس يتزاحم على عرض تاريخه وسيرته الذاتية للإستعراض وربما في ذلك أنانية وحصر لمنبر واسع وكبير للذات فقط، وهنالك الكثير من الحالات اﻷخرى المشابهة، ومع ذلك فلنرقى بتفكيرنا أكثر.
6. نحتاج للرقي بإستخدامات الرسالة المبثوثة في وسائل التواصل اﻹجتماعي لتكون جامعة لا مفرقة، وعامة لا خاصة، وحوارية لا إذاعية، ومنفتحة لا إقصائية، ورؤيوية لا شخصوية، وعلى هذه الشاكلة.
7. نحتاج لإحترام ذهنية الآخر على منابر التواصل الإجتماعي وذلك من خلال الرقي والسمو بما يتم طرحه دون سذاجة أو هبوط في مستوى المادة التي يتم طرحها.
بصراحة: الكثير بدأ ينأى بإستخدامات التواصل اﻹجتماعي عن أهدافها الحقيقية ويستخدمه لعزف أوتار ولغايات في نفس يعقوب! ونحتاج لتأطير هذه اﻹستخدامات للمفيد والجامع لا الضار والمشرذم.