facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




من يصنع الازمة ؟!


نايف الليمون
31-01-2018 03:48 PM

الازمة الاقتصادية التي نمر بها تتسع في حجمها وأثرها كما العاصفة التي تأتي ولا أبواب يمكن اغلاقها دونها او نوافذ ، وتأخذ مداها في احداث الخراب والتدمير والإتلاف ، وما من جهد او فعل مقنع يبرز للتعامل مع هذه النازلة التي لا تُحتمل ، وليت الامر يقف عند عدم تحريك اي ساكن لمواجهة الازمة وإنما يجري تحريك السواكن لمفاقمتها وزيادة مرارتها وبما لا يمكن فهمه او احسان الظن معه .
والبديهي والمنطقي في انٍ واحد ان الازمة الاقتصادية تحتاج الى خبراء مخلصين ومختصين في الاقتصاد ، لديهم افكارٌ غَيْرَ تقليدية للتشخيص ووضع الحلول والمعالجة معتمدين على الاستثمار في الموارد الوطنية وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار المتغيرات محليا واقليميا ودوليا ولا تُغفل إيجاد البدائل في الحلول ولا تركن فقط الى الاذعان الأعمى لوصفات صندوق النقد الدولي . وهناك دولٌ في العالم تجاوزت من الأزمات والظروف الاقتصادية الصعبة والتي تفوق ما لدينا، ولعل في ذلك الحجة الدامغة على من يلوذ بالمستحيلات ليبرر عجزه وتقاعسه وربما أشياء اخرى .
وأما الجوانب الاخرى للازمة والتي تنامت اكثر من اي وقت مضى وفرضت انماطاً من السلوك لم تكن معهودة من ذي قبل؛ فقد كان هناك العديد من العوامل المترابطة والمتشابكة التي كان لها تأثيرٌ حاسم في ذلك ولعل انعدام الثقة بشكل كبير بين المواطن وكثير من المؤسسات الرسمية تشكل الأساس في هذه الحالة. وفقدان الثقة جاء نتيجة الاعتقاد بعدم الأهلية والكفاءة والأحقية لكثيرٍ من القائمين عليها ، وغياب المعايير الوطنية والأخلاقية والمنطقية في الاختيار والإشغال .
فكيف بحكومة أبرز ما تحدثت به في الاقتصاد كان السردين والبولوبيف وأنجع سبلها في حل مشاكل البطالة شراء بك اب ، ودرسها في السياسة ضاع عند حدود الرابع من حزيران ، وكانت تشكيلتها من غرائب الممارسات وذابت الحكومة في التعديلات المتوالية حتى ان من عرف الحكومة عند تشكيلها فلن يعرفها الان الا ببعض آثارها ودولة الرئيس بملامحه التي ألفناها . وشهدنا قبل مماتنا الوزير الذي لم يجلس على كرسي الوزارة ، وسمعنا عن الوزير المدير رغم اننا لم نعرفه او نشاهده ، وعايشنا الوزارة الدوارة الخماسية ، وتعرفنا على التعيينات التي لا تشفُّ ولا تصف ، ونقلتنا الحكومة الى مفاهيم جديدة في الادارة من معالمها عزوف الحكومة عن كثير من الملفات لعدم الاختصاص حسب رؤيتها المبتكرة ، في منحىً لترشيق الهروب ، وزادتنا هذه الحكومة معرفة بشبكة العلاقات والصداقات وحميمية اللقاءات وبما لم يكن متوافراً لدينا الاحاطة الكاملة به ، وكان من ابرز معارك الحكومة ما خاضته لأجل الأبناء لضمان راحتهم واستقرارهم وتصفية خصومهم ، ودون ان ننسى براعتها في كسب النواب وتوظيف طاقاتهم .
وكيف بمجلس للنواب يُجيد أشياء كثيرة الا تمثيل الناس والنيابة عنهم ، وقد ولد من رحم معاناة الناس يوم عول الناس على اصواتهم بأنها لا تذهب بلا ثمن ولكنها حتما ستؤول بلا نتيجة ، وما خرج للاختيار في الغالب الا من لم يكن حراً في اختياره ، وبعد ولادة المجلس جرى عليه التطويع والتشذيب حتى صار للحكومة يدها التي تبطش بها ورجلها التي تمشي بها وملحقها التابع لها ، ولم يجد الناس بدا من غسل اليدين والرجلين بعد مسرحيات سيئة الإخراج والسيناريو وعدم احترافية الممثلين .
وكيف بكثير من المواقع المهمة التي لا تقع الا في خانة نكرة العامة لهم ، ويقتصر دورنا على التعرف على من هم خلفهم وعن قوة الدفع التي تسند ظهرهم .
وما زال بعضهم يسأل عمن يصنع الازمة !!
وبعض يستغرب لماذا تغير طعم البندورة !!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :