عمون- أربعون يوماً مضت على رحيلك ،،،
أربعون يوماً بليلها ونهارها، أربعون يوماً بساعاتها ودقائقها وثوانيها،
أربعون يوماً والجرح ينزف،
أربعون يوماً وطعنة فراقك لاتزال تحرق في الصميم ...
أربعون يوماً وليت بإمكاني تحميل
الكلمات مقدار حزني على فراقك،،،
لقد رحلت ياعبدالله ولك من العمر الخمسينات عاماً
كان فيها عطاؤك، كرمك، حنانك قوياً متدفقاً كالأعداد الغفيرة التي تدفقت لتشييعك ....
وهناك من عليائك ألم تكن ترقب الجميع بصمت،
ألم ترى تلك النوبة الجنونية التي اعترت أمي وأبي
ونحن ،،، أما عن بناتك فكل واحدة
منهن ذهبت في إغماءة قصيرة لعدة مرات، يا إلهي ما أشد حزنهن !!
كانت العيون ترقبك بصمت ولوعة وأسى، ثم .... ثم ...أنزلوك عن الأكتاف ووضعوك في القبر وأهالوا عليك التراب، ولست أدري ما حصل بعدها،،،
أنت باقٍ، أنت حي، نعم أنت باقٍ في قلبي كل من يحبك، أنت لم تمت....
يا إلهي كم أفتقد تلك النظرات التي كنت تسكبها عليَ .... كانت تشيع في نفسي ذاك الشعور الذي كان ينتابني عندما يحملني أحد وأنا في صغري .....
أنه نفس الشعور ولكني عدت أحس به وأنا في الثلاثينات من العمر ،،،
سلامٌ عليك يوم ولدت ...
ويوم فقدناك ... ويوم تُبعث حياّ
سلام لك وانت عضيدي و منّي من منزلة هارون لموسى ،،،
حين قال اعزّ من قال "
وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يصدّقني ۖ إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ (34) قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَانًا فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا ۚ بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ ...
لكنني يا رفيق الدم والدرب ما زال الشوق يغالبني اليك ،
ولا اجد في ذكرى مرور رحيلك الاربعين
يوماً سوى كلماتي هذه ،،، وبضعٌ من دعوات
وسلامٌ لك من أمي وأبي واخوتي وبناتك و زوجتك ومنّا لك ،،،
المشتاق لك جداً ....
عُمر ناجي المجالي