بوح الملك والانتصار للشعب !!
د.طلال طلب الشرفات
31-01-2018 11:27 AM
في حديث جلالة الملك مع نخبة في ام الجامعات الاردنية ادار جلالته بوصلة الفهم المرتبك من الحكومة والبرلمان الى مربعات مهمة تستدعي اعادة صياغة العلاقة الافقية بين الشعب من جهة والمؤسسات والسلطات العامة من جهة اخرى ، وأعاد الى الأذهان نبل العلاقة الأزلية بين القيادة والشعب والانحياز الدائم لمطالب الناس وحقوقهم وحرياتهم .
المحاور الرئيسة للنطق السامي لامست مطالب الاردنيين الاساسية ، الحرية وسيادة القانون والمساواة والديمقراطية والخبز والعيش المشترك ، والرسائل المشفرة والمعلنة تنذر بأن ثمة قادم قريب في الإصلاح واقتلاع بؤر الفساد والخوف والإهمال واللامبالاة في الادارة العامة ومؤسسات الرقابة وسياساتها المتحللة احياناً والمرتجفة او المصلحية احياناً أخرى ، وتؤكد ان ثمة من لا يقرأ مضامين الرؤى الملكية او أن البعض لم يرتقي بعد الى مستوى ادراك الرسائل التي تتضمنها تلك الرؤى .
الذاكرة الملكية تنسجم دوماً مع اوجاع الاردنيين وتطلعاتهم وأحلامهم العابقة بشرف الجندية ودماء الشهداء ، والبوح الملكي اليوم يحاكي مضامين الاوراق النقاشية بدءاً من الديمقراطية وسيادة القانون والحكومة البرلمانية وتداول السلطة والاصلاح السياسي والتنمية السياسية والعمل الحزبي الذي يشكل عماد المشاركة السياسية والحكومات البرامجية ، وحرية الاعلام المسؤول الذي يبحث عن الحقيقة ولا شيء غيرها دون احتكار او اغتيال او ايقاظ فتن .
الغضبة الملكية التي أخضعت الخصوم في المجتمع الدولي وانتصرت للقدس وكرامة الاردنيين من خلال تلاحم تاريخي عفوي بين القيادة والشعب ؛ قادرة وبسهولة على لجم كل المؤسسات التي ترهق الشعب في ارزاقهم وحقوقهم وحرياتهم ، وتستطيع أكثر أن تعيد هيبة الدولة القائمة على العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وسيادة القانون .
واذا كان النطق السامي قد تضمن التحريض الايجابي للشعب للضغط على الحكومة والبرلمان للانحياز التام لقضايا الشعب فأن مرد ذلك يكمن في ادراك جلالته ان ثمة انفلات للحكومة من عقالها يخالطه قصور او تقصير من مجلس النواب يستدعي اعادة المسار الى خانة مطالب الشعب ومصلحة الدولة العليا ، ويستوجب اعادة صياغة الخطاب الوطني بما ينسجم مع تطلعات الشباب الذين يشكلون عماد الانطلاق الوطني نحو مزيد من الابداع والانسجام مع متطلبات الديمقراطية وسيادة القانون .
جلالة الملك زف بشرى للأردنيين بأن هذا العام سيشهد حرب لا هوادة فيها على الفساد والفاسدين ، وأن الاصلاح السياسي والاقتصادي وسيادة القانون وتعزيز منظومة النزاهة ستشهد نقلة نوعية ، حديث مفرح ومبهج للقلب يبعث الأمل في معالجة حالة الارتباك في الأداء العام التي باتت تشكل سمة للحكومة والبرلمان على حدٍ سواء .
حماية الطبقة الوسطى التي تضمن حالة التوازن في الانتعاش الاقتصادي ونصرة الفقراء هي مناط اهتمام جلالة الملك ، والحكومة التي لم تحتمل اقتطاع 10% من رواتب كبار رجال الدولة لصالح الخزينة لعام آخر لا يحق لها ان تنصح الشعب بمزيد من الصبر الذي لا يحتمل ، فالأردنيين الذين يفدون الوطن بأرواحهم قبل اموالهم يستحقون ان يطالبون الحكومة والبرلمان بأن يكونوا قدوة لهم في احتمال المعاناة التي لم تعد تحتمل فعلاً .
البوح الملكي الأنيق في التوصيف والتوظيف في عيد ميلاد قائدنا المفدى هو منارة نتلقفه نحن المواطنين بكل اعتزاز والتزام ، اما الحكومة فهي مدعوة لأن تصدع له فوراً ودون ابطاء .
حفظ الله وطننا ومليكنا وشعبنا الوفي وعلى هذه الارض الطاهرة دائماً ما يستحق الحياة ...!
هناك ما ينذر بأن ثمة قادم قريب في الإصلاح واقتلاع بؤر الفساد والخوف والإهمال واللامبالاة في الادارة العامة ومؤسسات الرقابة وسياساتها المتحللة احياناً والمرتجفة او المصلحية احياناً أخرى ، وتؤكد ان ثمة من لا يقرأ مضامين الرؤى الملكية او أن البعض لم يرتقِ بعد الى مستوى ادراك الرسائل التي تتضمنها تلك الرؤى .