لماذا انطلق اللصوص نحو الأسواق دفعة واحدة؟
30-01-2018 11:13 PM
عمون - لقمان إسكندر - لم نكن نظن أن استجابة "الأشرار" لإشارات سياسة الحكومة الاقتصادية سريعة. ترجمة اللصوص كانت فورية. وكأنهم - الاشرار - كانوا يقفون في مضمار السباق. سباق الجرائم الطويلة. كأنهم كانوا في انتظار الإشارة.
ما أن أطلقت الحكومة إشارة البدء من مسدسها الصوتي حتى انطلق اللصوص في المضمار. هذا نحو بنك، وذاك نحو مجمع من عشرين محلا، وثالث نحو محل دواجن، هدد فيه البائع ان أخرج ما لديك من دجاج وإلا، واخرون نحو سلسلة محلات تقف قرب بعضها البعض.
فتحت الحكومة الصندوق الأسود. لا تستغربوا بعد اليوم قصص الحرمية. الصندوق الذي فتحته الحكومة لن تغلقه سوى يد العدل.
من قال يوما إن "الاستقرار والأمن ليس من ضمن تخصصي" صدق، لولا أن الدولة لا تدار على نظام القطعة.
المجتمع يستجيب. قولوا له إن المجتمع حسّاس، يمتلك قرون استشعار عن بعد، يلتقط فيها كذبة المسؤول، كما يلتقط سياساته، ثم يعجنها معا.
اليوم يعاني المجتمع الأردني من الصدمة. ليس صدمة رفع الأسعار، فهذه مثل سباق التتابع، لا تأتي دفعة واحدة، بل على مراحل وبشكل تدريجي.
أما الصدمة التي أعنيها، فهي في انفلات اخبار الحرمية من عقالها.
كل شيء هذه الأيام قابل للسطو، حتى اقترب دعاة نظرية المؤامرة من التشكيك في حقيقة حتى السرقات نفسها. "لماذا انطلق اللصوص نحو الأسواق دفعة واحدة؟"، يسألون، وفي أنفسهم السائل العارف.