الاساءة من الكويت .. صحفية بامتياز
12-03-2009 05:51 AM
لعلم القارىء فقط فإن مصطلح الدعارة لا يطلق على الإتجار بالجنس فقط بل ، ينسحب ذلك على التفوه بأية فكرة أو موقف سياسي من أجل المال أو المنفعة أ و المصالح والغايات حسب موسوعة مصطلحات الألفاظ النابية والقواعد غير الأخلاقية ، وكيمياء النباح المسغرب المستهجن التي تبدع فيها كثيرا بعض الأقلام والصحف والأصوات في دولة الكويت الشقيقة دوماً.
في الكويت قد لا يتخيل المرء إن للنهار شمسا تنير للبشر دروبهم ، بل من رحمات رب العالمين على خلقه أن يهبهم مناخا يمكنهم من الاستمتاع بالهواء النقي ، ولكن في دولة كالكويت فحتى المناخ متوتر ، حتى إن " المناخ "وهو سوق الاوراق المالية قد تفجر بركانا كصيفهم اللاهب ، فأحرق المليارات التي كان بعضهم يكتوون بها ليعالجوا أمراضا لا يفيد فيها حتى الكي ، ولا حرق الجثث قبل دفنها ، بل إن الأسرة الحاكمة شيوخ آل الصباح وهم أهل الكويت الأصليين وحماة دارهم وأولياء نعمهم قد ضاقوا ذرعاً ، بمجاميع قذف بهم " شط العرب " جاءت بهم مراكب من كل بلد أعجمي .
ولأن الله يبتلي أقواما بالسراء والضراء معا .. فقد ابتلى الله الكويت العزيزة على قلوبنا مهما صار برهط من "المتكوتين " الذين أصبحوا فجرا "أقشر " ، طغى على بهاء آل الصباح الاعزاء علينا ، ولأن من يحمل الأفعى تحت إبطه ، سيلدغ منها ، فلنا أن نبقى نتابع معاناة النظام الكويتي وهو يعاني من لدغات الأفاعي التي أصبح لها رؤوس كثيرة ، عضت على مفاصل الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بأنيابها ، وهي تمارس دائما الدعارة السياسية والصحفية ، لإفساد المناخ العربي الذي لا يزال ملبدا بسحب دخان حرب الخليج التي جلبت على الأمة العربية مصائبا تجر مصائب حتى آخر برميل نفط ونحن الاحرص على سلامة النظام والدولة .
في الكويت ، لا يكاد العربي يعود لذائقته الأدبية الراقية ليتمتع بقراءة مجلة " العربي " التي كنا جميعا نقرؤها ونقرأ سجالات د. محمد الرميحي الثقافية الفكرية ، وقراءات كبار مثقفي العالم العربي ، التي لم يكن لها كبير حظ في أسماء كويتية غير الرميحي وفهد العسكر ود. سليمان العسكري ، ود. سعاد الصباح التي أشيع كذبا إن الشاعر العربي نزار قباني هو من كان يكتب لها قصائدها .. وحتى الثقافة الأولية والصحافة هناك اعتمدت على الفكر العربي ، وأهل الثقافة من مصر ولبنان وفلسطين تحديدا ، ولعل ذلك ما خلق عند "الجيل المتأخر " عقدة لن تغسلها الشواطىء المالحة ، ولا برك السباحة النفطية ، ولا منتجات جنرال موتورز ، ولا ثياب النساء الحريرية ، ولا حتى نسل الجنرال " شوارزكوف " أو نورمان العاصف الذين لا تزال " خيام الفريج " الخاصة بهم تسيطر على مساحة "التعريفة" ومنابع النفط .
قال لي الشيخ عبدالله الصباح يوما " الله بلانا بهالبشر التعيس ، محد خالص منهم " وكان يقصد بعض الصحفيين والكتاب الذين يحملون " الجنسية الكويتية " ، فأولئك يكتبون بأقلام حبرها أمريكي صهيوني أزرق معتق ، يخالطها رائحة آسيوية ، تتضوع رائحة التوابل الهندية زنخا منها ، والعنبة الفارسية والقند الإيراني ، و"الوزرات البلوشية " ، وقليل من عرق الإبل الذي أوجع مفارق أفخاذ الصحروايين منهم .
في الكويت طغمة من الأقزام حملة الأقلام ، تحاول دائما إلصاق سلبيات مجتمعات بالآخرين ، ولم تكن ولن تكون قصة الطفلة الأردنية التي حملتها أخبار صحيفة "الراي " التي أعيدكم الى وصفها أعلاه ، حيث تناولتها الصحيفة بوصف ( الجنسية ) لا بالوصف الجنسي ، أردنية تبيع المتعة الحرام بدينار ، ولأن المهم في الموضوع عندهم هو الدينار ، فقد نسوا كيف تغيرت تركيبة المجتمع ، وتضاءلت سياحة الأخوة من الجنسية الكويتية لدول شرق آسيا وأوروبا ودول الاتحاد السوفييتي السابقة وبعض الدول العربية ، لأن من يجد حليبا في سوقه فلما يذهب الى هولندا مثلا ليصطاد البقر ؟
القضية هنا ليست قضية دفاع وهجوم ، بل هو تحذير من تردي "بعض" الذائقة الصحفية الكويتية ، التي أصبح نفر ممن نسوا إن حياتهم مصطنعة ، وحضارتهم مستوردة بالكامل ، وأمانيهم المغلفة ب"السلوفان" الورقي ، أصبحوا يستغلون أي خبر تافه وأي مناسبة لا تروق لعقولهم الملوثة بالكبر ، ليعيدوا فتح " عاشوراء كويتية " ويلطموا على حادثة وقعت قبل عقدين من الزمان ، ونسوا ، إن عشرون بطلا في مخيم جنين دحرّوا جيش إسرائيل البربري ، وفي الوقت الذي استشهد الشيخ فهد الأحمد دفاعا عن قصر دسمان ، باع " المتكوتون " وعضوا على بقايا المحبة .
وإن كنا لا نزال في مخاضة الأخبار واستغلالها للدس والمكائد ، فإن كثير من الأخبار حملت لنا أخبار كخبر تلك الطفلة التي تاهت بين وحوش لا زالوا متعطشين للجنس وكأنهم في ماخور ، ومن تلك الأخبار الكثيرة نستعرض على عجل ما حملته الصحافة الكويتية نفسها ،ومنها :
{ ضبطت مباحث السالمية وسط العاصمة الكويتية شبكة دعارة تقودها امرأة في العقد الرابع من العمر، وبين أعضاء الشبكة عدد من الفنانات المغمورات اللاتي يعملن في مجال الفيديو كليب, إضافة إلى مجموعة من النساء ، بالإضافة إلى ممثلة تلفزيونية شابة ومعروفة, ظهرت مؤخرا في مسلسل محلي عرض في رمضان الماضي، إلا أنه تم الإفراج عنها بعد أخذ تعهد عليها.
وذكرت المصادر الأمنية أن الفنانات الممثلات هن فتيات فيديو كليب والبعض الآخر يلعبن أدواراً ثانوية في بعض المسلسلات " كومبارس"
وبلغ عدد من ضبطن داخل الشقة الفخمة المشبوهة حوالي 15 امرأة وتم الإفراج عن واحدة كانت قادمة، حيث أظهرت التحقيقات أنها لا تعلم عن الأمر شيئاً وأنه تم الإيقاع بها.
صحيفة الوطن 12/07/2005 } .. انتهى الخبر .
أما الرجال الذين سخروا حياتهم لمتعهم ، فلم تسعفنا الصحافة في معرفة كثير من تفاصيل كوارثهم الأخلاقية ، ولكن تقرير الخارجية الأمريكية يوضح بعض الأمور .. فلنقرأ :
{اعتبر تقرير أعدته وزارة الخارجية الأمريكية لعام ٢٠٠٨ عن ظاهرة الاتجار في الأطفال، أن مصر بلد "ترانزيت" لدول أوروبا الشرقية وروسيا وإسرائيل بغرض الاتجار الجنسي، كما أنها بلد مصدّر للأطفال والنساء الذين يستغلون في أعمال قسرية وإباحية في دول عديدة من بينها الكويت وقطر باستخدام الإنترنت الذي يعد وسيلة "فعالة" لمافيا الاتجار في البشر } .. إنتهى الإقتباس .
في المقابل ، فإن أخبارا أخرى جديدة ، تثبت إن الكويت بلد قد تحول الى "حارة بانكوكية " ، وهذا يؤكد رأي كل من زار الكويت منذ نهاية التسعينات وبداية هذا " القرن " الذي جعل الكويت منزلا للكثير ممن كفروا بالأخلاق العربية ، ورفعة الشرف المهني والاجتماعي والسياسي ، .. ولنقرأ الخبر الأخير ، وما حمل من مطالبات بعدم التستر على بؤر الفساد :
{طالب النائب مخلد العازمي ، المباحث الجنائية في القضاء على بؤر الفساد وملاحقة كل من تسول له نفسه نشر الفساد والرذيلة في المجتمع، ومنطقتي سلوى والسالمية بصفة خاصة ، كما طالب العازمي ، وزير داخلية الكويت جابر الخالد ، تحمل مسؤولياته القانونية والتشدد في هذا الامر وعدم الانصياع للضغوطات والمحسوبيات التي يمارسها ..
فيما يعلق أحد القراء على الخبر الأخير بالقول : .. " وسرقة السيارات اللي صارت بالمئات وسرقة شنظ النسوة من ايديهم وضح النهار والخطف والقتل من يلاحقها ؟ " }
هنا .. لن أنكر إن الفساد الأخلاقي ليس له جنسية ولا وطن ، بل أن مظاهر الدعارة الجنسية نراها في شوارع عمان حتى ، ولكن نؤمن كصحافة بأن هناك أخلاقيات يتعامل معها القلم الشريف .
أخيرا يؤسفني أن أعود للكتابة دفاعا عن الجنسية الأردنية في هكذا موقف ، ولكن الحرب الباردة ضد الأردن لا تزال تشن من دولة الكويت الشقيقة ، ولا يزال هناك من يحاول أن يوتر أو يسيء الى تلك العلاقة التي بناها في الأصل أجيال كاملة من " المعلمين الاردنيين والفلسطينيين " الذين علموا أجيال الكويت ألف باء اللغة العربية ، ونطالب من هنا المسؤولين هناك ، إن كانوا يملكون حلا وربطا أن يلجموا تلك الأفواه النابحة ، التي ستقضي على أي أمل جميل في بلد لا ينفعه النفط والدراهم إن لم يبنى على الأخلاق ، فالأخلاق لم تك يوما سلعة أو منتجا تجاريا تباع وتشترى ..
ولي سؤال أخير .. لو استيقظنا صباحا ، ووجدا الأرض قد بلعت النفط وما ينفطون ، ماذا سيفعل تلك الأرض بأرضهم ، وماذا سيشترون حينها ؟ أخلاق ؟ قلوب مـُحبّة ؟ تضامن عربي ؟ أم إنهم سيعودون ليزرعوا البحر أسماك سلمون ، فالأرض مالحة مملحة .
Royal430@hotmail.com