بثت و تبث Mbc برنامجا" اجتماعيا" بعنوان ( الصدمة ) يكشف عن ظلم بعض الناس لغيرهم سواء كانوا غريبين أو قريبين !! لكن البرنامج يحيي فينا الأمل بوجود أناس أحرار شرفاء لا يزال لديهم دم نقي ونفوس طيبة .
استعير ( الصدمة) لأتحدث عن ( الصفقة ) التي يتحدثون عنها أعني صفقة العصر التي ذكرها ترمب باعتباره رجل الصفقات لا رجل السياسات !! رجل الصفقات لا تهمه المبادئ ولا المقدسات ولا الحقوق ولا التاريخ حيث ينصب جهده على الصفقة ذاتها !! تقدير ترمب أن الأمة العربية والاسلامية قد استوت وتنهنهت تحت مطارق الربيع العربي وعمالة داعش الصنيعة .
قد يكون في ذلك شيء من الصحة لكن ما لا يعرفه ترمب ان الذي استوى هم حكام الظلم الذين سقطوا الواحد تلو الآخر .
أما الناس فلا يزال فيها عروق تنبض وقد وصلت إلى الطور على رأي البدو ولا مجال لدفعها إلى الخلف أكثر . والشعوب حين تصل إلى ذلك ينقلب ضعفها قوة لأنها ليس لديها ما تخسره لكنها لن تتخل عن ثوابتها مهما كانت التضحيات وأستعير ما قاله ابن حزم الأندلسي للذين أحرقوا كتبه :
إن تحرقوا القرطاس لا تحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري .
فإن عقد ترمب ونتنياهو مع اي كان صفقة سيسمونا صفقة العصر فليست ملزمة لنا لأن المسألة مسألة إرادة ومبدأ .
ففلسطين معروفة والقدس مسجلة في القرآن ، والقرآن محفوظ بحفظ الله . ليعلم ترمب أن أطفالا" لا تتجاوز أعمارهم أصابع اليد الواحدة يحفظون القرآن في صدورهم من فاس إلى جاكارتا ومن كيب تاون إلى غروزني .
هذه الملايين ليست معنية بصفقات الذل ، إنها تتطلع لمستقبل أفضل لأنها تؤمن بوعد الله ، والله لا يخلف الميعاد .
يدرك نتنياهو وكل الصهاينة أنهم لا يستطيعون إيقاف سنن الله في تداول الأمم على العزة والارتفاع . فكثير من الدول كانت وذهبت . وكانت دول ضعيفة وصارت قوية . يؤمن العرب والمسلمون بخلق الصبر وأن العاقبة للمتقين وللصابرين .
وفي بلدي الأردن لن نقبل بالتجاوز على الحق الفلسطيني فضلا" عن الحق الأردني. الحضارة الإسلامية لا تباع ولا تشترى، لأنها ليست اختراع شخص أو حزب أو فئة بل جذورها الوحي وقائدها النبي والأمة ليست عاقرا" عن ولادة الأبطال كما فعلت كلما حصل لها هبوط ، والذين يريدون الانخراط في صفقة ترمب سيطويهم التاريخ كما طوى ابن سلول وابن العلقمي وخون العصر الحديث.