عمون - خاص - نقل الدكتور وليد ابو دلبوح مجريات اللقاء الذي جمع جلالة الملك عبدالله الثاني بمجموعة من طلبة كلية الامير الحسين للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، بحضور ابو دلبوح.
وتاليا ما كتبه:
جلالته يختص أبناءه الطلبة في عيد ميلاده الميمون
هذا الديوان ديوانكم... بيت الأردنيين جميعا.
في جو عائلي أردني دافئ محض والابتسامة والأمل حاضرتين، اختص جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين أبناءه الطلبة ليشاركوه فرحة عيد ميلاده، فجلس بينهم جلسة الأب لأبنائه، واحتضنهم احتضان الأخ الكبير لأخوته الصغار، وحاورهم وحاوروه وصارحهم وصارحوه ومازحهم ومازحوه. وقد استمع لهم وأسهب معهم في الحديث ما أسهب، واسترسل معهم في الود ما استرسل، فكان الحب والعلم والتواضع والاصالة معا مجتمعين اليوم على قلب رجل واحد ينبض باسم الوطن ... ينبض باسم الأردن في أم جامعاتنا .. الجامعة الأردنية.
في يوم يؤرخ للأردن ولشبابه ويسجل للعلم وللتعليم وجامعاته، بل للأردن وطموحه وللوطن وآماله، شرف جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية في الجامعة الأردنية، وجلس بين أبنائه الطلبة وناقشهم في مواضيع عدة وفي محاور مختلفة فكان الصراحة والشفافية عنوان الحوار والتشاركية وتبادل الآراء مرتكزا هاما يؤطر مضمون وشكل النقاش فكان لقاء ناجحا ومتميزا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
مضامين الحوار وأهم المرتكزات.
تحدث جلالة الملك في ملفات ومختلف القضايا، الداخلية منها والخارجية وقد اركز مضمون حديث جلالته مع الطلبة على النحو الآت:
اولا: القدس والشأن الداخلي خطان احمران: شدد جلالة الملك على أهمية القدس لدى الأردن والهاشميين بوجه الخصوص، حيث نوه أن الأردن ما زال متمسكا بالقدس مهما بلغت الضغوطات من هنا وهناك، وأنه حتى لو تخاذلت بعض دول المنطقة عن قضية فلسطين والقدس بالتحديد فإن الأردن سيبقى راسخا في موقفة مستمرا في دعمه المتواصل للقضية الفلسطينية وأن القدس ستبقى كما كانت في وجداننا جميعا وعلى رأس أولوياتنا حتى لو حاول البعض التلويح بوقف المساعدات والدعم المالي، فالقدس كانت وستبقى فوق أي اعتبار مادي لدينا.
كما عرج جلالته على الضبابية في المواقف الاقليمية والتباين في مواقف الدول، وأن الأردن مهما تعاظمت الصعوبات والتحديات عليه، سيبقي أولوياته ومصالحه في الطليعة بما يخدم استمراريته وديمومته.
كما عرج سيد البلاد على الشأن الداخلي وتحدث في التحديات المحلية ومن أهمها الاقتصادية، وقد نوه أن العام الحالي سيشهد الأردن نقلة نوعية في الاصلاح الاداري ابتداء في مكافحة الفساد وانتهاء بالعدالة الاجتماعية. وشدد جلالته أن يذهب الشباب الى الديوان الملكي ويقدم مقترحاته أو شكواه هناك مباشرة حيث الأبواب مفتوحة ومشرعة لكل أردني وأردنية. وقد كان من الصراحة، أن أبدى جلالته عتبا على المسؤولين في بعض القطاعات خاصة فيما يتعلق بقطاع الاستثمار وشدد أنه بحاجة الى اعادة النظر في سياساتها من جهة والمسؤولين أصحاب القرار، اذ أنه قد حان الوقت لتسوية هذه التحديات المزمنة. وفي مكافحة الفساد شدد جلالته بأن العام الحالي سيكون حازما أكثر من أي وقت مضى في مكافحة الفساد والفاسدين منوها أننا بحاجة ماسة الى محاسبة أنفسنا ايضا في التصدي للمحسوبية اذ لا يعقل أن يحارب البعض الفساد وعند "قرايبه" تكون المحسوبية!!! كما عقد جلالته في أكثر من مناسبة على شبابنا وأن الأمل معقود عليهم وأنه يتطلع أن يكون هناك تكتلات سياسية منسجمة ومتوافقة ومتناغمة، لا مشتتة ومتنافرة، قبل كل شيء حتى نصبو الى تنمية سياسية متزنة وناجحة، املا أن يبدأ الشباب في الولوج الى مشاركات سياسية فاعلة ومشتركة وسيأخذ بيدهم شخصيا جلالته لإنجاحها.
الجدير بالذكر، حرصه خلال الحديث بين أبنائه الطلبة ليس فقط على الاستماع لهم بل أيضا التواصل معهم، اذ كان في كثير من الحالات يشير الى من حوله من المسؤولين الى أخذ مبادرات الشباب بشكل جدي وللتواصل معهم، فلم يكن الاستماع أسلوبه اليوم معهم بل ايضا الاهتمام بكل كلمة نطقوها وتحدثوا بها، وقد كان جلالته على علم بكثير من هموم الشباب وكثير من مشاكلهم اذ انه كان كثيرا ما يوافق الشباب في أطروحاتهم وكأنما كان يعيش معم همومهم ومشاكلهم اليومية لحظة بلحظة.
الخاتمة: الاعتماد على الله و أنفسنا أولا وأخيرا
من أجمل اللحظات التي عاشتها الجامعة اليوم هو التوافق التام بين جلالته وشبابنا الأردني، اذ أن الأمل والطموح والأردن كانوا القاسم المشترك في نقاشهم وحديثهم الودي والعائلي، وأن الاعتماد على النفس وعلى عقول وأذرع أبنائنا حتى نستطيع الاحتفاظ بكرامتنا وقيمنا وثوابتنا ونحن مرفوعو الرأس.
في الختام علينا أن نهنئ أنفسنا بمليكنا المفدى، الذي يشاركنا همومنا وطموحاتنا على حد سواء، أطال الله في عمرك يا سيد البلاد وكل عام وانتم والأردن بألف خير بإذن الله.
Dr_waleedd@yahoo.com