اسجنوا المزارعين وأريحونا من خضارهم
30-01-2018 06:39 PM
عمون - لقمان إسكندر - "زرع في الاردن".. هل سنشهد بعد قليل حوارا بين أب وابنه، وهو يقول له: كنا شعبا نأكل مما نزرع؟.
المسألة ساذجة، لو أنها طرحت من هذه الزاوية. في الحقيقة القضية أخطر بكثير مما يطرحه البعض: ليست القصة في سعر البندورة، بل هي تماما في قولنا: "زرع في الاردن".
"زرع في الاردن"، تعني أننا في أمان، قرارنا بيدنا، وكتفنا ليس من خير الاخرين، ولا يمن فيه علينا أحد.
بينما تمنح الدول المتقدمة للمزارع المال، وتحن عليه دلالا، وتقول له: "شبيك لبيك القرار بين إديك"، فقط ازرعْ. فقط أمّن لنا طعامنا. خذ ما تشاء لمن تشاء، لكن احرص على ان تجعلنا أمة حرة. يعمل صانع القرار الزراعي في الاردن كل ما يلزم من أجل إغراق الارض بالاسمنت تارة واليباب تارة، فيما يجري العمل بكل ما يلزم من أجل وضع المزارع في السجن.
فهل نحن اليوم أمة حرة؟
يخاطب أحد المزارعين رئيس الوزراء من وراء حجاب قائلا: شكرا لانك تريد مني ان أبيع مزرعتي، واصفّي المنحلة لدي، بعد أن فرضوا علي ضريبة على النحل.
ببساطته ومباشرته يقول: كفينا شرنا عن الحكومة وما هي راضية تكف شرها عنا..عندي خمس ابناء يعملون معي في الزرعة، فهل يمكن ان يوظفهم الملقي في مؤسسات الحكومة بعد ان يتحولوا الى عاطلين عن العمل؟
في الاردن اليوم المزارعون في محنة كبيرة. محنة لن تطالهم وحدهم. محنة ستغرس جذورها في طاولة الطعام لدى أسرنا.
لولا هؤلاء - أعني المزراعين - لافتقدنا أمننا الغذائي منذ زمن. لكننا وهم يفعلون ذلك نذلل كل عقبة لكي يكونوا في السجن، بدلا من المزرعة.