في ميلاد الملك نستذكر مسيرة بلغت نحو عقدين من الزمن طواهما الأردن في تاريخه الحديث بعهد جلالة الملك عبدالله الثاني، نستذكر سنين الخير والعطاء والمنجز ، والنجاح بتجاوز الصعاب التي مرت بالمنطقة.
فالأردن في عهد جلالته إزداد ثقة وطمأنينة ونجح بالتغلب على الصعاب بفضل ما تملكه المدرسة الهاشمية من مفردات الحكم العربي الرشيد، وبات الأردن اليوم مثالاً ليس في إدارة الأزمات بل إنه اختلق تجربة ريادية في المنطقة والعالم، وهي تجاوزها.
وما كان ذلك ليكون إلا بفضل حنكة جلالة الملك، التي يعبر عنها عبور الأزمات الإقتصادية والسياسية المحيطة بنا بنجاحٍ وبصون المبدأ، وهذه كرامة الأوطان التي صانها الملك، فالأردن على علل الظروف المحيطة بقي على مبدأه عروبي إسلامي، ووجدانه نقي، ولنا في القدس وموقف الأردن خير مثال.
والأردن على مسافة عقدين من الزمان اليوم، مر بمراحل تبدلت خلالها حوله أحوال، وتبدلت بلدان، وتغيرت سياسات، وطرأت ظروف لم تنتهي تداعياتها بعد، ولكن الثقة أن البقاء في هذه المنطقة، تاريخاً وحاضراً ومستقبلاً هو دوماً لمن يمتلك ناصية الشرعية، والتي تعني أن الحكم يستند إلى دعائم السكان والجغرافيا وهو وليد فكرهما ومشروعيتهما.
وقد عبر بنا جلالة الملك عبدالله الثاني بهذه الملامح العروبية الهاشمية وبفضل حكمته منعطفاتٍ صعبةٍ مجنباً الوطن النوازل التي أودت ليس ببلدان تحيط بنا فحسب، بل هي نوازل مزقت مجتمعات وأودت بحياة مدنٍ كانت عامرةٍ وتضج بالحياة.
واليوم، ونحن نحتفل بميلاد الملك، علينا أن ندرك أن هذا الوطن عزيز بقيادته وبمنجزه، وأن الهاشميين هم أصحاب السيرة الخيرة في تاريخ أمتنا العربية، بمواقفهم وبإنسانيتهم، وبخطابهم الذي كلما أنشبت الظروف أظفارها يزداد صلابةً ودفاعاً عن العرب بإنسانهم وحواضرهم ومعتقداتهم وبحقهم في الحياة.
ويستطيع القارئ لأي حدثٍ سياسي محيط بنا أن يرى يد الأردن البيضاء تمتد لتضمد الجراح حيناً للسوريين ، وتدافع ذات اليد حيناً عن القدس، وتمد ذات اليد لتضمد جراح العراق، وتصافح العروبة والأشقاء جنوباً.
على هذه السمات الطيبة التي لطالما كانت حاضرة في سيرة الهاشميين نجح الأردن في البقاء مستمسكاً بخطابٍ عروبي نقيٍ عز نظيره في العالم العربي.
وختاماً، إن الاردن اليوم يتغلب على الصعاب بفضل الوفاء وبروح الحكمة الهاشمية الممتدة مدارساً وتاريخاً، فكل عام والأردنيين بألف خير، وكل عام وقائد المسيرة مليكنا المفدى بألف خير.. ونسأل الله سنيناً مديدةً من الخير والمنجز لهذا الوطن النقي بوجدانه والكريم بشعبه.