" ياليت كبارنا مثل صغارنا!"21-04-2007 03:00 AM
رغبته الطفولية في امتلاك حزام جلدي ثمين كصديقه هاشم في الصف السابع أرغمت أخلاقه الكريمة على مد يده إلى حيث يعلق أبو مازن معروضاته الجلدية للبيع ، استغل انشغال الأخير بمكالمة تلفونية فشد الحزام و هرب به . في الطريق أخذ يحدث نفسه فرحا ً :" أرأيت يا هاشم المغرور؟ أنا أيضا أستطيع أن أرتدي حزاما جلديا و بمجهودي و ليس من فلوس البابا . هذه أول و آخر مرة أسرق فيها شيئا ، ثم إنه مجرد حزام واحد من عشرات الأحزمة التي يبيعها أبو مازن ! و لم يرني أحد حتى أبو مازن نفسه" . و اكتشف فجأة أن انتصاره لم يدم سوى لحظات ."ربما رآني أحد ما دون أن أنتبه و عزم على إخبار أساتذتي في المدرسة ، معقول أستاذ علي يضربني 200 عصاي ، و لن يرحمني أصدقائي ، ليث سيقول عني : ثراق، و يتفصحن : الفقر مش عيب الثرقة عيب ، مراد لن يعود لرفقتي في الطريق إلى المدرسة ، أخ!" تعثرت قدماه بحجر كبير" هسه وقتك ! وربما يطلب أساتذتي حضور أهلي ، أهلي ؟ يا ويلي ! ستلطم أمي لأنها دائما تلطم كلما تغضب و تحكيلي :هاي آخرتها معك يا إيهاب؟ حسبي الله و نعم الوكيل! و إذا كبرت سيظل أبو مازن حاقد علي ويطلع علي صيت الحرامي .وإذا دخلت الجامعة ربما يفضحني هناك ابنه مازن أو ربما هاشم . هاشم المغرور إذا عرف أني سارق لن أفلت من شر لسانه. و إذا تخرجت من الجامعة و صرت أبحث عن عمل سيسألني المدير وقتها : هل سرقت في حياتك شيئا؟" رفع بنطاله الواسع و قبض عليه بيده و اليد الأخرى مازالت تقبض على الحزام " سأحرج و ربما سأتهرب من الجواب، و لكني لا أجيد الكذب و لن يوظف المدير موظفا سارقا أو ربما يوظف ، سعد ابن الجيران حرامي بسرق قطع الكيك المتبقية بعد كل عرس بحجة إنه الجرسون . و عندما أتقدم لخطبة سيدة عمري الفاضلة كما يقول كاظم هذي رسالة عاجلة ، سيسأل أهلها عن أصلي و فصلي كما فعل أهلي عندما تقدم منير لخطبة منى أختي" ، و بدأت خطاه تتباطىء و أفلت بنطاله الواسع من يده "و إذا دار الزمان و أصبحت شخصية مشهورة و طلعت على التلفاز في الجزيرة، و السي عن عن، و الإم بي سي كمان ، سيراني كل من عرف عن أمر السرقة و يقولوا عني :سارق !و شقيقات السارق لا يتزوجن، البلد مليانة عوانس و حتكون أنت السبب في تعنيس خواتك الباقيات ليلى و مها و سعاد، و عائلة السارق ستكون سيرة على كل لسان ، وإذا ترشحت لمنصب مهم في الدولة لا بد لأصحاب القرار التأكد من ماضيّ النظيف ، بس بلاش نظيف ! هيك سمعت أبوي بحكي لعمي المترشح للانتخابات " . |
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة