وعيكم وارادتكم .. ايها الاردنيون
فيصل تايه
29-01-2018 11:09 PM
اقرأ ماذا تقول الحكمة الأوروبية القديمة:
«حيثما كانت الإرادة موجودة في النفس .. كانت القدم أكثر خفة».
الارادة يا ساده يا كرام .. هي التي جعلت كوريا في بداية الستينيات من القرن الماضي تتحول من بلد فقير بدائي يعيش على الزراعة وتصدير الأسماك والألبسة ذات المستوى الردئ ، إلى بلد صناعي يزاحم بمنتجاته الدول الصناعية الكبرى، والسبب وراء كل ذلك هو الإرادة والعمل المتواصل والمتناغم في إحداث هذا التغيير ، وكذلك فان الارادة هي التي جعلت دولة صغيرة ممزقة كفيتنام تخرج من ركام الحروب وتتفوّق على البرازيل ، والإرادة ايضا هي التي صنعت دولة كانت قائمة على المستنقعات كسنغافورة لتُدهش العالم باقتصادها القوي وطفرتها الحضارية ، والامثلة في ذلك كثيرة ومتعددة .
فلنتفق على ان تحقيق الإنجازات وترجمة مبادئ وأهداف الوطن بحاجة إلى همّة عالية وعزيمة قوية وارادة فولاذية تتهاوى معها كل المثبّطات والعوائق ، فلو تعاملنا مع الكثير من القضايا وخاصة الاقتصادية منها بإرادة وطنية حقيقية وعقلانية مخطّطة قادرة على الاستفادة من مخرجات الواقع وصولا الى حلول مجدية مهما كثرت العقبات والتحديات لكان واقعنا ومستقبلنا بحال افضل ، لكن الحكومات المتعاقبة كل منها وضع لنفسة خطط وبرامج واجتهادات حسب رؤى مختلفة بعيدا دون الاخذ بتوجسات المستقبل ، ما اوصلنا الى اضطرابات اقتصادية مخيفة وتوقعات لم تكن بالحسبان ، وهذا ما نجنيه الان من وضع اقتصادي ومعيشي صعب ، لكننا نعود دوما ونتوكل على الله لما فيه خير الوطن ، ذلك يتطلّب منا جميعاً علو الهمم وشحذ العزائم والنظر إلى المستقبل بإرادة قوية.
الرسالة التي ينبغي ان تصل للجميع ان البعض يستغل هذا الوضع والكلمات التي يجب أن يفهمها هواة اللعب على وتر التشظي والحالمون بأوهام التأزيم والتعبئة ضد الدولة ، أن أيه إيحاءات تمس امن هذا الوطن ستذهب خائبة منكسرة أمام تلاحمنا وتعاضدنا ، ولن نسمح لاحد بنهش تماسكنا ومحاصرة كياننا بأية افكار خبيثة او مسمومة ، فلن ينجو أحد مالم نتشبث جميعاً بحوارنا وبعقلانيتنا الوطنية الأردنية وترسيخ مفاهيمها في نفوس وعقول الأجيال .
علينا ان نقتحم اورامنا اللا وطنية ونستأصلها ، تلك الاورام المركبة والمعقدة التي تحتاج الى اتساق مع الذات وشفافية مع ما نصنفه وهماً بالآخر ، كما وعلينا عصيان كل التحيزات ضد الوطن ونستسلم لهناءة الحقيقة الحلمية الاردنية الكبرى من اجل الحفاظ على دولة المواطنة والتمدن ، ونمارس وجودنا السياسي والاجتماعي والثقافي في هذا السياق بوطنية اردنية وبحوار بناء دون استعلاء أو استئثار أو التنكر ، و لاشك ان كل هذا الحب المكدس ستنتج التألق الوطني الذي سيبقى أبد الدهر ، فإرادتنا القوية تمتلك الأفق للتفكير الوطني الذي يبلور النضج التجديدي للوعي الانتمائي للأردن وترابه الطهور .
ان ما يهمنا في هذه المرحلة هو الاستيعاب العميق بأن نقف امام كل التحديات التي تحملها الرياح العاتية من اجل تلبية التطلعات الجامعة ، فالضنك ليس علينا وحدنا ، فكل دول المنطقة الغنية والفقيرة تعاني ، وان من يدور في فلك مغاير للوطنية الاردنية الحقيقية هو للأسف رهين احتقاناته المأزومة المعادية لسويته الوطنية ، وليبقى في فلك التطلعات الوطنية الاردنية في العدالة الاجتماعية والدمقراطية السياسية والابتعاد عن استغلال التضحيات من أجل مصالح مكسبية أو احتكارية مهووسة ..
صدقوني .. اننا لا نحتاج في هذا البلد أكثر من نعمة الأمان ، ولقمة لا تعتريها غصة ، وغطاء يقينا صقيع الزمان ، وفراش يمنحنا الفة عميقة مع المكان .. نحافظ عليه من دنس الحاقدين ، فلنتبه من نزوات الحياة التي لم تكن أكثر من خطيئة قد ندفع ثمنها فلنحافظ على مستقبل ابنائنا من احتمال لنزوة حاقد ، وأطماع بغي ، وتدليس لئيم ، ونشوة حالم ، ومداراة صبور ، وحقيقة وهم ، ومعزوفة نأي وناي .
لنعلم ايها الاردنيون الشرفاء ان الحياة استمرارية عطاء وكفاح ومكافآت ، وهي الأكثر وفاء لمن يحرثها كما يفقه أسرار استخلاف الله له فيها وعليها .
عاش الاردن بكل أبنائه
والله ولي التوفيق