ثقافة "الشير والكومنت" والطعن في الخاصرة
أ.د. اسماعيل الزيود
29-01-2018 01:43 PM
يتصرف البعض متسرعا في حديثه وانتقاده لا بل تجريحه للآخر..... دونما تريث وتمحص لما ذهب إليه بناء على ما ذهب إليه الآخرون..... والكارثة الكبيرة تكمن أيضا عندما يضع المرء نفسه في عقل الآخر ودماغه ويفسر عنه ويؤول ويقول عنه ما لم يقل......!!
حالة اندفاع غير مدروس ومحسوب ويبدو الأمر وكأنه لدى البعض فزعة اللاوعي ... أو انصياعا لثقافة حط رأسك بين الروس....
نعم ما أسوقه إليكم اليوم هو بعض من ثقافة الفيسبوك ثقافة التقاط الخبر وإعادة النشر ثقافة الشير واللايك والكومنت بلا وعي ومعنى لما يعنيه الخبر .... هي بداية التشهير والإساءة. والقدح والسب والذم ... والتشهير قد يكون ضحيته الوطن أو مؤسسات أو شخوص بعينها.....هي حرب التسارع في نقل الخبر دونما تقين أو دراسة .... وبالتالي نصبح كمن يصيب الآخر في المقتل أو في الخاصرة وكانت العملية بكل بساطة فقط بالتساهل في التعامل مع نقل الأخبار وإعادة نشرها...
المثير المذهل عندنا نحن قوم الفيسبوك .... الذين لا نرحم من يقع بين فكينا ....أن الهجمة تكون عند بداية نشر الخبر أو الإشاعة في أوجها وقمتها في اللعن والقدح... إلا أنها تتحول إلى العكس تماماً... هذا هو المضحك المخجل في الوقت نفسه انقلاب الحالة من نفس أولئك الأشخاص إلى حالة من التعاطف والإنسانية والحب للموقف ..... وبداية للبحث عن المبررات وتبيان الإيجابيات.
أحمد ربي بأنني عقلاني حيال الحكم على المواقف ..... لم أكن يوماً بالمتسرع تجاه المواقف ولا أنجرف للأهواء أو وفقا لميول واتجاهات الغير... بل اقرأ الأمر جيداً من كافة النواحي وأفلتر الخبر سمعيا قبل السماح له بالتجوال في عالم الدماغ... وقبل أن أسل سيفي لأنهل من دم وطن أو مؤسسة او شخص في مقتله....
ارحموا الأوطان ارحموا بعضكم بعضا.... ارحموا مؤسسات هي للوطن .... نعم نحن لسنا في حالة عداء نحن دوماً في حالة حب مع الوطن وللوطن.