الغل اذا لم يتم "فشه" لربما يؤدي الى الجلطات وامراض الضغط والسكري ويمكن ان يتطور الى حالة نفسية خطيرة تصل الى الانفصام ويرافقها التبول اللاإرادي.
لذلك ومن باب الوقاية والتي هي دوما أفضل من العلاج ينبغي ان يكون لدينا فرقاً متأهبة لفش اي غلٍّ لدى الفئات الأكثر تعرضا لهذه الآفة ، ولا بد لمن يتصدى لهذه المهمة الحساسة ان يكون مؤهلا وفاعلا ومؤثرا للحصول على النتائج المرجوّة ، مع مراعاة ان يكون التداخل "الفشّي" في الوقت المناسب وبالسرعة القصوى لان الظرف الزماني والمكاني مهمين جدا في إنجاز المهمة .
ولا شك ان هناك "فشات غل" مادية يقوم بها بعض المختصين ولعلنا شاهدنا وسمعنا من بعض المختصين فيها كأن يقوم احدهم باستخدام موس او مشرط او اسيد والتعليم بها على وجه المستهدف او راسه او خاصرته او اي مكان فيه وبأدوات مختلفة بحسب الحالة والظرف والمطلوب وذلك فشة غلٍّ لشخص او جهة لديها الاستعداد والقدرة على اداء البدل المناسب لهذه الخدمات التي أصبحت من ضمن حاجات البعض التي يرغبون بتوكيل او تضمين او تلزيم ادائها لأصحاب الاختصاص . وحيث ان هذا النوع من فشة الغل يقع في حيّز مادي يمكن قياسه ووصفه فيكون من السهل التعاقد عليه بعد وضع المواصفات المطلوبة للعمل المراد وتحديد البدل وطريقة الأداء ووقتها وضماناتها وكل ما يلزم لإتمام العمل والاستلام والتسليم .
ولكن الصعوبة تكمن في تنفيذ اعمال "فشة الغل" المعنوية والتي يكون العمل المطلوب وهو محل التعاقد معنويا وغير خاضع للقياس والحصر والاحاطة ، واذا كان أطراف التعاقد يفتقدون الى اخلاقيات الالتزام والقناعة والتقيد بشروط العقد وطغيان الطمع والابتزاز لديهما او لدى ايٍّ منهما ، ففي مثل هذه الحالات لا بد من اللجوء الى الخبراء للتقدير وفض النزاعات وتقدير الأتعاب في حال حدث الخلاف بين الأطراف .
ولا شك ان العرض والطلب في مجال "فش الغل" سواءً المادي او المعنوي يشهد رواجا في أوساط عديدة ويشكل مصدر دخل لكثيرين ، ولم يعد بالإمكان اخفاء هذه التعاقدات او الكثير منها لان المعلومة أصبحت في حالة تفلّت شديدة والرصد المجتمعي في اعلى درجاته .
وَمِمَّا يجدر التنويه له بأن ابرز من يقومون بتنفيذ اعمال "الفشّ المعنوي" هم من السياسيين والاعلاميين وبما يمثل أعمالا مساندة لمهامهم وواجباتهم المحددة قانونيا ودستوريا وذلك تنفيذا لشهوات ورغبات ومطامع الآمر بالفشّ والتي تُسَوَّغُ في اغلب الأحيان على انها مصلحةٌ وطنية تقتضيها الأحوال لحماية الوطن من اللصوص والفاسدين والمتربصين بالوطن والشعب .