facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




القدس ما بين عنجهية ترامب وعقلانية جلالة الملك عبدالله


اللواء المتقاعد مروان العمد
29-01-2018 11:26 AM

في منتهى العنجهية والاستكبار قام رئيس الولايات المتحدة الأميركية بإعلان قراره بالاعتراف بالقدس عاصمة لدولة اسرائيل وقراره بنقل سفارة بلاده اليها على خلاف جميع القرارات والمواثيق الدولية بما فيها قرارات مجلس الامن والجمعية العمومية للأمم المتحدة التي لا تعترف بذلك، بل منعت الدول الاخرى من اتخاذ مثل هذه القرارات من منطلق ان القدس منطقة متنازع عليها ويجب ان يتم تسويه موضوعها ضمن الحل النهائي للقضية الفلسطينية. وكانت الإدارات الأميركية المتعاقبة تلتزم بذلك دائما بالرغم من الوعود الانتخابية وبالرغم من قرار الكونغرس الاميركي بنقل السفارة الى القدس الذي اتخذ عام ١٩٩٥. حيث كانت الادارات الأميركية المتعاقبة تصدر مراسيم كل سته أشهر بتأجيل تنفيذ هذا القرار .
وترامب بعنجهيته هذه أراد ان يوجه اكبر ضربة للمطالب والحقوق الفلسطينية في مدينه القدس والتي هي اهم نقاط الخلاف في المباحثات ما بين الفلسطينيين والكيان الصهيوني وأن يستبق جميع مراحل المفاوضات التي من المفروض ان دولته راعيه لها ليقرر بصورة منفردة ان القدس هي العاصمة التاريخية والأبدية لدوله الصهاينة منذ آلاف السنين وأعلن نقل سفاره بلاده اليها دون ان يذكر القدس الغربية او الشرقية لأنه بذلك سيكون اعترافاً منه باحتلال الصهاينة للقدس الشرقية وانها ليست جزءاً من عاصمتهم وفِي رساله منه بانه لا توجد بالنسبة له الا قدس واحده مع ما يمثله ذلك من دعم للموقف الصهيوني منها . وقد أكد ذلك ما أعلنه هو وادارته بعد ذلك بأيام بأنه لا يمكن تصور القدس عاصمة لإسرائيل دون ان يكون الحائط الغربي للمسجد الأقصى (حائط البراق) من ضمنها. وهذا يعني ان تكون القدس الشرقية ومنطقه المسجد الأقصى خاضعان للسيطرة الصهيونية. وان قال انه سوف يحافظ على الوضع الديني للأماكن المقدسة فيها والتي لن تعني عند ذلك الا السماح للمسلمين والمسيحيين بإقامة شعائرهم الدينية فيها.
ثم تابع عنجهيته بوضع تصوره لصفقه القرن التي تتطلب من الفلسطينيين ان يتنازلوا عن معظم اراضي الضفة الغربية وان لا تبقي بأيديهم الا كانتونات متفرقه يتولون اداره شؤنها المحلية وان يخلق لهم عاصمة جديده خارج القدس يسميها القدس وليقول لهم تريدون القدس فهذه قدسكم . وليعدهم بأن ينزع لهم قسماً من صحراء سيناء حيث ينشط عملائه من تنظيم داعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس ويضمها لقطاع غزه وتصبح تلك المنطقة هي الدولة الفلسطينية البديلة.

ولم تتوقف عنجهية ترامب عند هذا الحد فقد استنكر على الجانب الفلسطيني الاعتراض على خطواته ومشروعه للحل وأبداء أي وجهه نظر معارضه له . لذا فأنه خلال لقائه مع بنيامين نتنياهو خلال انعقاد مؤتمر دافوس قال ان الفلسطينيين قللوا من احترامنا قبل أسبوع بعدم السماح لنائب رئيسنا الرائع بمقابلتهم. وكما أصدر قرارات عقابيه بحق الفلسطينيين ومنها وقف تمويل منظمه الأونروا التي تقدم المساعدات الإنسانية والتعليمية التموينية والصحية للشعب للفلسطيني بأجراء يخلوا من كل اخلاق وإحساس بالواجب ليزيد من معاناة هذا الشعب.
كما أعلن انه لن ينتظر لانتهاء بناء سفاره لبلاده في القدس لينقل سفارته اليها ، بل انه سيعمل على نقل السفارة الى نموذج مصغر لها في القدس قبل انتهاء عام ٢٠١٩ على عكس ما قاله سابقا ان عمليه النقل لن تتم قبل انتهاء بناء السفارة . كما شكك باحتمال استئناف المفاوضات ما بين الإسرائيليين والفلسطينيين محملاً الفلسطينيين مسؤوليه ذلك
وكان منبع عنجهية ترامب ثقته ان العديد من الدول العربية لن تعارض قراراته وخططه لحل القضية الفلسطينية بعد ان أغرقها في مشاكل قلبت أولوياتها. ولولا ثقته ان لا أحد سوف يذهب بمعارضه خطواته هذه ابعد من الرفض الشكلي مثل التصويت في مجلس الامن الذي مكن بلده من استخدام حق النقض او في التصويت بالأمم المتحدة والذي تبين انه لم يكن الا لتسجيل موقف لصالح القضية الفلسطينية دون الذهاب الى مستوى الازمه مع الولايات المتحدة الأميركية. ولذا وجدنا ان الدول الغربية تقول انها بالرغم من رفضها لقرارات ترامب الا انها تدعو الجانب الفلسطيني بعدم قطع علاقاته مع اميركا وان يواصل التعامل معها كراعيه لعمليه السلام. كما رفضت طلب السلطة الفلسطينية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وان القدس الشرقية عاصمة لها لحين التوصل لاتفاق نهائي بين الطرفين .
وملخص الموضوع ان ترامب بقراره المتعجرف هذا كان يهدف الى قتل أي أمل بحل عادل للقضية الفلسطينية وانه ليس على الفلسطينيين سوى ان يوافقوا على مشروعه الذي يطلق صفقه القرن .
وفِي المقابل كان الموقف الأردني وموقف جلالة الملك المعظم هو تقريباً الموقف الواضح والثابت الوحيد بالنسبة للقضية الفلسطينية والقدس بالذات ، الامر الذي دفع نائب الرئيس الاميركي بنس للإقرار خلال زيارته الأخيرة للأردن بأنه لا يوجد صوت ذو مصداقيه في المنطقة مثل صوت جلالة الملك عبدالله وأكد احترام بلاده للأردن ودوره وإعجابهم الكبير بقيادة جلالة الملك وشجاعة الجيش الأردني في الحرب على الاٍرهاب رغم اختلاف وجهات نظر الطرفين كما سيلي ذكره .
هذا وقد أعلن جلالة الملك موقف الاْردن من اعلان ترامب لقراراته حول القدس ، حيث أعلن رفضه له . كما شارك جلالته بكل الأنشطة الفاعلة لأدانه هذه القرارات من خلال التحرك على المستوى العربي والاسلامي والدولي. فقد قام بعده زيارات لدول عربيه وأجرى اتصالات بعدد من الزعماء العرب لبحث هذا الموضوع كما شارك بالقمه الإسلامية في إسطنبول التي رفضت القرار واعترفت بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية. كما دعم قرار مجلس الامن بهذا الخصوص وصوّت الأردن ضد القرارات الأميركية في الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
الا ان جلالة الملك وبحكمته وحنكته قال انه ليس من المصلحة قطع الاتصالات مع الإدارة الأميركية ويجب ان نسعى دائماً لإقناعها بخطأ قرارها . وانه بنفس الوقت لا يمكن تجاهلها للوصول الى الحل المنشود وليكون لنا فرصه في إيصال صوتنا وموقفنا اليها في هذا المجال. وبناء على ذلك جرى استقبال نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس لدى زيارته للمنطقة مؤخراً ، حيث التقى به جلالة الملك وأكد له النقاط التأليه
أولاً : - أكد جلالته قلقه العميق من القرار الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وقال انه عبر باستمرار خلال اجتماعاته بالمسؤولين الأميركيين خلال العام الماضي عن قلقه العميق من أي قرار أميركي بهذا الاتجاه خارج إطار التسوية الشاملة للنزاع الفلسطيني الاسرائيلي
ثانياً : - أكد جلالته ان الحل يجب ان يكون بقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وعلى أساس أعاده بناء الثقة للمضي قدماً بحل الدولتين وفقاً للقانون الدولي ومبادرة السلام العربية ، وان الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يهدد الاستقرار في المنطقة
ثالثاً : - أكد جلالة الملك ان القدس غالية علينا كمسلمين ومسيحيين كما هي بالنسبة لليهود وانها هي مفتاحا السلام بالمنطقة .
رابعاً : - اكد جلالته على اهميه الاستمرار بتقديم الدعم للأونروا لتمكينها من القيام بمسؤولياتها .
وفي هذه المباحثات اكد بنس على احترام الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة وأقر بأن للأردن دور مركزي لتوفير الظروف الداعمة للسلام . الا انه وفيما يتعلق بالقدس وبناء على سؤال لمندوبة تلفزيون NBC. News أجاب بنس نحن نتفهم الاختلافات بيننا بين جلالة الملك وقد اتفقنا على ان لا نتفق في موضوع القدس.
ورغم اهمية ما ورد في هذه المباحثات فقد لاحظت تجاهلاً لها من قبل مصادر الاعلام العربية ولم يهتم بها سوى الاعلام الغربي الذي وصف ما جرى في المباحثات بأنها عباره عن محاضره بلغه دبلوماسية مهذبه من جلالة الملك لنائب الرئيس الامريكي .
حتى انني لم الحظ تغطيه مناسبه لها في الاعلام المحلي او من خلال كتاب الأعمدة .
كما ان جلالة الملك وبالإضافة الى مشاركته الفاعلة في مؤتمر دافوس الأخير فقد تناول القضية الفلسطينية وموضوع القدس وبعض قضايا المنطقة باستفاضة وذلك خلال الجلسة الحوارية التي أدارها الإعلامي الاميركي فريد زكريا حيث قال جلالته انه اذا تركنا القدس لتصبح مصدر خلاف للإنسانية بدلاً من مصدر أمل فأن ذلك سيكون أمراً كارثياً ، وانه يجب ان ننظر للقدس كمدينة للأمل تجمع ولا تفرق وان لها مكانه عاطفية لدى المسلمين والمسيحيين وانه يجب ان يتم تسويه وضعها ضمن أطار الحل النهائي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي . وأضاف جلالته اننا ننتظر خطه السلام من الولايات المتحدة الأمريكية وان كان الفلسطينيون لم يعودوا يَرَوْن بها وسيطاً نزيهاً للسلام رغم رغبتهم بالمضي بطريق السلام ويمدون أيديهم بذلك للدول الأوروبية. وقد أكد جلالته انه لا يمكننا المضي قدماً دون الولايات المتحدة ولكن في الوقت نفسه لا نعلم ما الذي ستقدمه في خطتها هذه.
في رده على سؤال حول حل الدولتين اجاب جلالته : لا ادري أين ترى اسرائيل مستقبلها هل هناك حل للصراع غير حل الدولتين وهل سيكون حل الدولة الواحدة معقولاً ومقبولاً رغم معارضته للديمغرافيا في المنطقة ؟ وأكد جلالته اننا سنعمل مع الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين وكل الأطراف لإيجاد حل يساعد على التقدم .
وفي سؤال حول الهلال الشيعي اجاب جلالته نحن بحاجه الى حوار لحل النزاعات في المنطقة وان ايران تنتهج استراتيجية طويله المدى نحو المنطقة وحذر من دق طبول الحرب ، وقال ان هناك هلال إيراني ونحن نرفض استخدام الدين كأداة سياسيه .
ومن هذا نجد ان جلالة الملك عبد الله يكاد ان يكون هو الزعيم العربي والاسلامي الوحيد الذي يولي القضية الفلسطينية والقدس كل اهتمامه وانه يبذل كل جهوده لإيجاد حل لها يرضي جميع الأطراف مع استمرار رفضه لقرارات ترامب في الوقت الذي لم يعد احد من الزعماء العرب والمسلمين يتحدث عن ذلك الموضوع بعد ان انشغلوا بأولوياتهم الخاصة بما فيها تركيا التي ترى نفسها زعيمة للعالم الاسلامي السني والتي أعلنت رفضها لقرارات ترامب وهددت باتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة الأميركية وضد إسرائيل بما فيه قطع العلاقات الدبلوماسية معها ، الا انها لم تفعل شيئا من ذلك وانشغلت عنها في حربها الخاصة داخل الاراضي السورية .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :