الحكومة و مسرحية غوار الطوشة
عدنان الروسان
29-01-2018 02:34 AM
ما يجري في الحكومة و مجلس النواب ، و مشاهد التلاسن و الصراخ و الاعتذار تحت القبة التي كانت بقداسة قبة الصخرة عند الأردنيين و صارت كقبة المحفل بعدها ، و مشهد الموافقة على الموازنة و من بعد مناقشة الأسعار ، مسرحية لغوار الطوشة بامتياز و لا ينقص إلا مخرجا و سننتج مسلسلا اسمه كاسك يا وطن بطبعة جديدة و منقحة و سيضرب أسواق الدراما العربية كلها.
حكومة الملقي أشعلت الثورة في صدور الأردنيين ، و الأردنيون ناموا ليلة أمس بعد رفع أسعار الخبز و ليس هناك أردنيا واحدا منهم لم يلعن و يشكو إلى الله . . و الحكومة مشغولة براتب فوزي كما كانت حكومة أبو زهير مشغولة بزهير و سفارته في البحرين ، الناس جوعى و الحكومة مشغولة براتب ابن الوزير ، الناس عطشى و المجلس مشغول بالنفاق و المداهنة و تمرير الأوامر ضمن سيناريوهات مدروسة و معدة سلفا و الأدوار موزعة و الأبرياء من مؤامرة الحكومة على الشعب قلة أو معدومين .
الغضب الذي يشتعل في صدور الأردنيين لو طارت منه شرارة واحدة لأحرقت غابات الدنيا كلها ، الضيق الذي يكبته الأردنيون في صدورهم لا تطيقه حتى الحيوانات ، و الأردنيون صابرون بينما النخب تتنقل ويسهرون و يشربون و يأكلون و يضحكون و يستثمرون و الأردنيون يموتون جوعا و الحكومة و النواب في استوديوهات العبدلي يكملون تمثيل مسرحية غوار الطوشة كاسك يا وطن.
حكومة الملقي تشعل ثورة جياع صامتة حتى الآن في صدور الأردنيين ، رفع أسعار كل شيء حتى الخبز و دون زيادة في الرواتب و دون مشاريع في المدى المنظور و دون حلول لأي مشكلة من المشاكل المستعصية البطالة و الفقر ، و دون أي خطة أو إستراتيجية ، سوى الدفاع عن فوزي الله يسلمه و أن راتبه مش سطاعش ، الحكومات مثل حكومة أبو فوزي و أبو زهير باتت حكومات للعائلة و الأولاد و ربما الزوجات ، و أبو مين اللي جاي إن شاء الله بالسلامة بعد ما يغادرنا أبو فوزي و هو مغادر قريبا جدا بالمناسبة فقد انتهى دوره و قام بما يجب القيام به و يحتاج الوطن إلى أبو جديد حتى يرتب أوضاعه و يجد بعض ما يستطيع رفعه و لا أدري إذا بقي ما يمكن رفع سعره ، إلا إذا كانت ستفرض الحكومة ضريبة على الجماع و الجماع في اللغة معاشرة الزوج لزوجته و إن كان الأردنيون أمثالنا من الفقر و الذل لا يجامعون و لا يناقصون.
أيها الأردنيون ... لكم الله و إن كنتم تستحقون ما يجري لكم ، داوموا على زيارة الحاويات و الدعاء لأبي فوزي و أبو زهير بدوام العز و الرفاه و أن يديم الله عليهم المجد و الغنى و التوفيق لأولادهم .