خاطرة بداية الاسبوع
الاستاذ الدكتور فايز ابو عريضة
28-01-2018 07:59 PM
ازداد في الآونة الاخيرة الحديث حول التعليم العالي ومخرجاته ومشكلاته العديدة ونسمع ونقرأ لأصحاب الرأي وكتّاب ومسؤولين فوجدت من المناسب في خضّم هذا ان افكر بصوت عال لعل وعسى ان يلامس ذلك مسامع اصحاب القرار وعلى رأسهم مجلس التعليم العالي الذي يعتبر اعلى سلطة رسمية في هذا الشأن.
ايها السادة الافاضل وانتم اصحاب الخبرة والدراية والمسؤولية؛ ان الجامعات تكبر وتتطور بالأساس بمستوى اعضاء هيئة التدريس وتأتي بقية العناصر المؤثرة تباعا فالكثير من الجامعات تبحث وباستمرار عن عضو هيئة التدريس المميز وتقدم له التسهيلات والإغراءات للالتحاق بها وهكذا بدأت معظم جامعتنا الاردنية والذي عايش تلك الفترة يعي ذلك جيدا.
وكان الابتعاث للمميزين سياسة لبعضها ومع مرور الزمن واعتلاء البعض لقمة المسؤولية في الجامعات انتشرت المحسوبيات والواسطات في تعيين اعضاء هيئة التدريس وتسلل الى الجسم الاكاديمي من هم دون المستوى بكل المعايير المعروفة والتي يتكلم عن الكثير وتشكل لها اللجان وبدأنا نسمع عن الجودة ومعاييرها واتخذت وسيلة للتفنن في التعيين ومع مرور الزمن تم التخلص من النخب والقامات العلمية اما بالهروب للخارج او الضغط على البعض للبحث عن مكان او جامعة اخرى والخروج من الخدمة بحكم العمر والذين بدأوا واسسوا ولدى البعض القدرة على العطاء ولكن لا يرغب المتسلقين في استمرارهم لانهم شهداء على تسللهم الى الجامعة واعتلائهم المشهد والبعض ينتظر المكتب او مساق ما ليدرسه او طلاب دراسات عليا ليشرف عليهم الخ.... من المبررات.
ولكن كيف بنا ان نميز الغث من السمين وصاحب القرار يدافع ويحتوي ويجيش المنافقين والمدافعين عنهم وهنا اود ان اقترح على مجلسكم الكريم تشكيل فريق عمل اكاديمي من المشهود لهم بالنزاهة باستطلاع آراء الخريجين في مواقعهم داخل الاردن وخارجه وسترون العجب العجاب وتسمعون ما لا ترغبون ولا تتمنون سماعه لان الخريج متى ابتعد عن الرعب والخوف الذي مورس عليه في دراسته من البعض سينطق بالحق حتما بعد التخرج فكم من طالبة تعرضت للتحرش من عضو هيئة تدريس لا يخشى الله في بناته ولم تنبس ببنت شفه خوفا على سمعتها من مجتمع قد لا يرحم وكم من طالب تعرض للظلم والاهانة ولم يتجرأ على التظلم خوفا من الرسوب او الفصل وكم من طالب من ضيوفنا العرب تم ابتزازه بطلب الرشاوي والهدايا وكم من طلبة يسكنون عند عضو هيئة تدريس في منزله ليضمن الرعاية والنجاح والدلال وجلهم من الطلبة العرب رغم تواضع مستوى البعض منهم ويحظى صاحب البيت بالدعم والرعاية من مديريه وقد تبرّع احدهم ابلاغ ذلك لاحد المسؤولين فكان رده هل يمكن تزويدي بأسماء الطلبة وكأن المشكلة في الاسماء ؟؟
واقسم بالله يا وزير التعليم العالي ان هناك بعض اعضاء هيئة تدريس لا يجيدون الحديث في اي موضوع ولو كان في تخصصه لدقائق معدودة والبعض لا يجيد القراءة والكتابة باي لغة كانت ووصلوا الى قمة المسؤولية وقد اقسم لي احد الاساتذة الاوائل (وبالمناسبة كان البعض ينتظر خروجه ولا ولن يكون له دور في الاشراف او المناقشة رغم شهادة الجميع بمستواه وخبرته وسمعته العطرة )في جامعة عريقة ان طلبة يناقشون رسائل ماجستير ودكتوراه تكتب لهم ولا يعلمون بمفرداتها ومحتوياتها وتشكل لهم لجان المناقشة بالمقاس وفي نهاية المطاف قد تجده في سدة المسؤولية في جامعة ما وهنا نتمنى على اصحاب القرار في التعليم العالي اختيار اصحاب الضمير الحي والمخلصين للمهنة والوطن لإدارة الجامعات والبعيدين عن الشبهات حتى نتقي الله في اجيالنا القادمة والله ولي التوفيق.