نشأ منتدى الاقتصاد العالمي في عام 1971 وأخذ موقعه في دافوس في سويسرا. منذ ذلك الحين ليصبح منبراً عالمياً يروج لمفاهيم تقدمية.
مع أن القائمين على المنتدى يضعون في كل انعقاد سنوي ثيمة أو موضوعا أساسيا تدور حوله النشاطات من وجهات نظر عالمية مختلفة ، إلا أن هذه الاجندة المركزية ليست ملزمة ، وكل قائد أو زعيم يأتي إلى المنتدى يحمل اجندته الخاصة.
من المقرر أن يحضر المنتدى هذه السنة 300 من القادة البارزين في عالم الأعمال والسياسة والأكاديميا من 70 دولة ويحمل كل منهم أجندة خاصة به جاء للترويج لها.
من بين الموضوعات الرئيسية التي يطرقها المنتدى هذه السنة: الحرب التجارية، المساواة بين الجنسين، الترويج لفكرة المشاركة الإنسانية في عالم مجزأ.
جلالة الملك اعتاد أن يلبي دعوة المنتدى سنوياً ، وهو يحمل أجندة غنية تشمل الترويج للأردن كموقع مناسب للاستثمار، وطرح القضية الفسطينية من زاوية القدس وحل الدولتين ، ويعقد لقاءات مع العديد من قادة الدول لوضعهم في الصورة وكسبهم إلى جانب الحق العربي.
يبدو أن هناك انزعاجاً على صعيد عالمي من العودة إلى سياسة الحرب التجارية التي تقوم على المزيد من الحماية الجمركية وفرض القيود لحماية الإنتاج المحلي.
هذا التوجه جاء كرد فعل لسياسة العولمة التي يتبناها المنتدى وتحاول إقامة شراكة عالمية تحقق منافع لكل الأطراف، ولكن تيارات العزلة أخذت بالبروز وكان في المقدمة أميركا في عهد ترمب الذي يريد حماية الإنتاج المحلي من المنافسة ، وخلق الوظائف محلياً ، وليذهب العالم إلى الجحيم.
الرئيس الأميركي ترمب على جدول الأعمال ليخطب مدافعاً عن شعاره الأناني أميركا أولاً ، الذي يعني أن المصالح العالمية تأتي أخيراً، الأمر الذي أزعج الدول النامية ، وأثار غضب الحلفاء السياسيين والعسكريين في الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي.
هذا العمود كتب قبل بدء الاجتماعات والحوارات ، ويعتقد بأن ترمب سوف يستفز ليس الموجودين فقط بل العالم كله ، الذي يرى الدولة القائدة في العالم تسير بعكس اتجاه التاريخ.
المنتدى ليس غريباً على الأردنيين ، فقد انعقد عدة مرات في منطقة البحر الميت ، وشارك فيه عدد من قادة العالم ، وأجرى جلالة الملك خلاله حوارات مهمة، وكان له دور فاعل.
الرأي