يبدو أن الكثير من الناس أصبح يعيش رغبة الظهور والانتشار ، وهذا حق مشروع للناس كافة ، ويمارس الأشخاص أصحاب الرغبة الهستيرية في الظهور كل الوسائل ما عُرفَ منها وما بَطنْ .
إن الرغبة مصطلح محفز يجعل الكثير من الحواس تتحرك بعدة إتجاهات ولذا وجب التوضيح للمفهوم :
نحن خلقنا كبشر بإرادة الله سبحانه وتعالي ووضع فينا الرغبة كغريزة أساسية والإنسان لديه رغبة داخلية وأخري خارجية.
أما الرغبة الداخلية فهي المحفز الأساسي للبقاء ،فمصدرها من داخلنا مرتبطة بالأساسيات كطعام وشراب وغيرها من متطلبات الجسم وغيرها من رغبات داخليه .
وأما الرغبة الخارجية فهي كل ما نتعرض له من محفزات خارجية تثيرنا فتتحرك مشاعرنا إتجاهها حسب نوعها ومصدرها والمستجيب لها من حواسنا ، ومنها مثيرات الرغبة في التناسل وإشباع الحاجات النفسية والفسيولوجية.
وقفة مع رغبة الإعتقال ...
في الأمور الاجتماعية والسياسية يختلط على البعض الأمر ، فمنهم يعتقد انه يحمل مفتاح الخوارق، وآخر يعتبر نفسه رمزا ً للمظلومين والظلم الواقع على الدنيا ، والاخرين بكل إتجاهاتهم أيضا يمارسون رغبتهم في التواصل مع المجتمع عبر قنوات من الإستهزاء أو السخرية أو الإنتقام ،وكثير من الناس أتيحت لهم فرص الظهور وسرقة الإضواء ، فقد أتقنوا فن الثرثرة واللغط والتعدي على حقوق الناس وخصوصياتهم ، حتى ان الأمر تجاوز حدوده لدرجة شعورهم بأنهم وحدهم على هذا الكوكب وأنهم وحدهم العقلاء .
لماذا ؟؟..
التفسير البسيط إنها الرغبة بالإعتقال ، فهم يمارسون كل الأساليب لإشباع حاجات النفس من حب الظهور والتعبير عن وجودهم !!
لكن وراء كل شئ سبب ! لماذا هذه الظاهرة ؟؟؟
الإعتقال بدافع الرغبة ....
قد يكون وصول الناس لمستوي من الفراغ الفكري والعقلي لدرجة إيمانهم بتفاهات يعيشونها ،وقد يكون أنهم يعيشون بلا هدف في الحياة ، وقد يكون أنه قد تم تجهيزهم عبر آليات الإنهيار المجتمعي بنزع الدين من المجتمعات وبث الرذيلة وزيادة التجهيل بدل التعليم والتفكير .
كيف ؟؟؟
بتعظيم دور المحفزات الخارجية المحركة للغرائز البهائمية وتعزيز دور المحفزات الداخلية بالأكل والنوم كالبهائم للأمم ، قد يشكل هذا كله الرغبات الدفينة في نفوس الناس، وَمِمَّا أصابها من عجز في الأمل والتفاؤل ، لتكون غرائزهم اليوم نهايتهم غدا .ً
قال جون كندي مرة ،
"ولو عرف الناس ما ثمن الجهل لدفعوا كل ما يملكون ثمنا ً للعلم " ، لذا عَلِينا العودة للجذور فهي أساس كل شئ فنحن أمة إقرأ .. أين نحن الان ..
حماكم الله من رغبات الشيطان فالقادم قد يكون رغبة بالإنتحار ، لكن حبنا للأوطان وإيماننا برسالتنا يجعلنا دوما نعيد ضبط بوصلتنا نحو الهدف ، بلد آمن وشعب طيب وقيادة حكيمة حمى الله الاردن ومليكه وشبابة .