صورة الأردن لدى الأردنيين
سميح المعايطة
27-01-2018 12:38 AM
في أزمان بعيدة كان الدول تستعمل وسائل بسيطة حتى تستطيع أن تقرأ مزاج الناس وما الذي يزعجهم أو يريحهم ،والهدف هو ان يتم التعامل مع الناس لضمان حسن علاقه المواطن مع بلده ومؤسساتها .
واليوم أصبح الأمر سهلا لأن التقدم التكنولوجي يقدم للدول المعلومة بسرعة ودقة عن مزاج الناس وما يغصبهم وكيف يفكرون.
نحن في الأردن دوله تعيش مرحلة قلقة إقليميا ودوليا، وفي داخلنا مشكلات اقتصادية وتحديات أمنية واجتماعية، وهناك أيضا التعامل مع كل هذا القلق من قبل الجهات المعنية والمؤسسات الرسمية ،وفي نهاية المطاف يظهر مشهد الدولة في أذهان الأردنيين وترسم السياسات صورة البلد، ليكون السؤال الذي لابد لأصحاب القرار من امتلاك اجابة عليه :- ماهي صورة الأردن في أذهان الأردنيين؟!
،لن نكون أكثر قدرة من مؤسسات الدولة المحترفة لكن صورة البلد في أذهان الأردنيين مهمة جدا وبخاصة في هذه المرحلة الصعبة لأن التعامل مع هذه الصورة وتحسين المزاج العام جزء من ادارة شؤن البلد وأهله.
واذا قسمنا الملفات التي تشغل بالنا جميعا فان صورة الاردن على صعيد الاداء في الملفات الخارجية مثل ملف القدس وسوريا ...هذه الصورة ايجابيه ولعل هذا الاداء هو الذي يصنع مزاجا معتدلا وان كان الاداء المتقدم من جلاله الملك كان يحتاج من الجهات الرسمية الأخرى إلى روافع وتسويق داخلي يتجاوز الطرق القديمة والمملة التي لا تتناسب مع قوة موقف مؤسسة الحكم.
وفي القطاع الأمني والعسكري فإن صورة الأردن ايجابية في أذهان أبنائه وان كانت بعض الأحداث الإجرامية الجنائية تعكر المزاج العام وبخاصة مع محاولة البعض استخدامها في اتجاهات سلبية تتجاوز حدودها.
لكن المشكلة الكبرى هي الملف الاقتصادي المعيشي الذي يبعثر المشهد الإيجابي في المسارات الأخرى ورغم أن المواطن لا يجد نفسه مندهشا من بعض القرارات إلا أن القسوة تكون كبيرة في بعض الإجراءات ويجد المواطن نفسه دون أي تعاطف مع كل ما يتحمله من صعوبات.
واذا عدنا الى المشهد الكلي فإن الصورة ملحة بأن تتعامل المؤسسات المعنية مع ما في أذهان الناس بجدية وان تتجه نحو امتلاك مسارات لتحسين مزاج الأردنيين وان لا نضيع الجوانب الهامة الإيجابية في مواجهة المشهد السلبي ،فإدارة المشهد الكلي بشكل سليم يمنع اي طرف أو ظرف من حجب الايجابي لمصلحة سيطرة الجوانب الأخرى.