شيخ لا راعي و عزوة لا قطيع و اعلام لا "مرياع"
د.هيا عاشور
26-01-2018 10:56 PM
في ثقافتنا الاردنية و مع أننا نحترم كل مهنة و عمل إلا أن الهياكل التنظيمية للعشيرة فيها شيخ القبيلة و فيها شويره و فيها عقيد العشيرة ثم القهوجي والسايس و الحكيم (الطبيب) و فيها أيضا الراعي و كل عنصر مهم فاعل في القبيلة بما في ذلك نساء العشيرة .
تشبيه كان في غير محله ربما خانه التعبير لشخص نكنُّ له التقدير و الاحترام
و الراعي هي مهنة يخدم فيها شخص شخصاً آخر في ممتلكاته ومتاعه و يتوافق قول "كلكم راعي و كل مسؤول عن رعيته" في هذا التعريف حيث هي مرحلة محصورة في زمان و مكان في تقديم خدمة الرعاية لصالح الغير بما هو قيم لهم كالمعلم في رعاية طلابه الذين هم أطفال غيره من مستخدميه و كذلك المدير في إنجاح المؤسسة من خلال رعايته لموظفيها يعملون فيها و لا يعملون له
إذاً هي صفة مهنة أو واجب و ليس فيها صفة رفعة أو تكريم و يظهر ذلك جليا في اجتهادات الخمسة عشر عالما ممن جمعوا أسماء الله الحسنى التي أحصوها ب ٢٧٦ اسما لم يكن فيها صفة الراعي أحدها تعود على الراعي الحلال من ابل و الاغنام ...فان رعايتها لا يكون خدمة لها و انما خدمة لاصحابها في زيادتها من التكاثر او التسمين لذبحها و من ثم اكلها و كذلك لصوفها وحليبها و وبرها و شعرها و جلودها ...
و نعم و إضافة إلى عصاته و شبابته يستعين الراعي أيضاً في إنجاز مهمته في حمار و كلب و كبش كبير يطلق عليه في لهجةالبداوة ب " المرياع" ويتمايز كل راعي عن غيره في "مرياعه" بما يزينه بأجراس و ألوان و مرايا يلفت بها الأنظار صوتا و صورة يستخدمه الراعي في توجيه القطيع
لكل حصان كبوة ...و كبوة اليوم ليست كأي كبوة
فأفراد القبيلة و مضاربها لا تشبّه بقطيع في مزرعة و لا شعراؤها و متحدثوها (اعلامها) هم "مرياع" ولا فرسانها و عمالها و شوارها يشبهون بحمار و بكل تاكيد لا يجوز و لا يحق لأحد أن يشبه شيخها براعي
سامحك الله على هكذا كبوة.