عمون - اعتصم عشرات الطلبة الشباب في قطاع غزة المحاصر، أمام معبر رفح البري الجمعة، لليوم الرابع على التوالي، مطالبين السلطات المعنية والمسؤولين بفتح المعبر، المغلق منذ منتصف شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ليتسنى لهم الالتحاق بالجامعات المنتسبين إليها في الخارج.

وتكبد المعتصمون الطلبة وأصحاب المنح الدراسية، مشقة الأجواء شديدة البرودة، مفترشين الأرض، وتحت خيام بدائية، لإيصال صوتهم إلى الجهات المعنية والمختصة بضرورة فتح المعبر، للالتحاق بمقاعدهم الدراسية، في الجامعات الخارجية.

وقال الناطق باسم الطلبة، محسن غرام: "الدراسة في الجامعات الخارجية ستبدأ بعد أسبوع، مع بداية شهر فبراير (شباط)، وإن لم يُفتح المعبر في القريب العاجل سنفقد المنحة، التي حصلنا عليها بعد معاناة كبيرة"، معبراً عن استيائه الشديد من استمرار إغلاق المنفذ البري الوحيد أمام العالقين.



وأكد غرام ، بحسب "وكالة فلسطين اليوم"، أن الطلبة، ولليوم الرابع، "مستمرون في اعتصامهم أمام بوابة معبر رفح حتى تحقيق مطالبهم بفتح المعبر وتسهيل إجراءات السفر".



وأضاف طالب آخر، "لم يبق لي أمل في غزة، بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية، سوى بالسفر خارج القطاع وإكمال تعليمي في الجزائر، وحصلت على منحة من إحدى الجامعات هناك، وآمل أن يفتح المعبر كي لا أخسر المنحة"، مطالباً المسؤولين إلى الالتفات إلى حال المدنيين والطلبة والحالات الإنسانية، وتجنيبهم أي ضرر أو سلبهم أبسط حقوقهم نتيجة صراع سياسي لا شأن لهم به.



حملة إلكترونية
وتداول ناشطون وصحافيون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً ومقابلات مع عدد من الطلبة أمام معبر رفح، مطلقين وسم (هاشتاق): "#افتحوا_معبر_رفح ".



وتساءل ناشط على تويتر: "إلى متى سيظل معبر رفح، الذي يعد شريان الحياة بالنسبة للغزيين، مغلقاً أمام أوجاع وحاجات المواطنين في القطاع"، فيما قال آخر: "نأمل من مصر فتح معبر رفح وتسهيل سفر الطلاب والحالات الإنسانية والعالقين".

كما تضمن الهاشتاق، دعوة إلى كافة الصحافيين والوسائل الإعلامية والنشطاء "للمشاركة في الاعتصام يوم السبت القادم، الساعة العاشرة والنصف صباحاً، أمام بوابة معبر رفح، لإيصال صوت العالقين في غزة إلى المسؤولين".



وعد مصري
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الوزير حسين الشيخ، قال أمس الخميس، في هذا الصدد، إن "الجانب المصري يدرك أهمية فتح المعبر لأسباب وطنية وإنسانية، لكن هناك ظروف، نحن نراعيها ونقدرها لديهم نتيجة الإرهاب الذي تتعرض له سيناء"، مضيفاً أن "الجانب المصري وعدنا بفتح المعبر في أي وقت، حال توفر الإمكانية والظروف الملائمة لذلك".

وأشار الشيخ في تصريح له عبر صفحته على فيس بوك، إلى أن وفداً كبيراً من أعضاء مركزية حركة فتح، سيتوجه إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة.




يذكر أن آلاف الفلسطينيين العالقين في غزة، من حالات إنسانية وطلبة ومرضى، سجلوا أسماءهم لدى السلطات في قطاع غزة، في انتظار فتح معبر رفح المغلق منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول)، ليتمكنوا من الخروج من القطاع لإكمال تعليمهم أو للعلاج، أو العودة إلى بلدان إقامتهم.

وبحسب وسائل إعلام فلسطينية، فتحت السلطات المصرية معبر رفح لمدة 21 يوماً فقط خلال 2017، وتُرجع مصر إغلاق المعبر إلى تدهور الوضع الأمني في شمال سيناء، بينما يربطه فلسطينيون بملف المصالحة "المتعثر" بين حركتي فتح وحماس، وتمكين حكومة الوفاق الفلسطينية من قطاع غزة أمنياً، فيما يقول ناشطون إن المواطن الفلسطيني الغزي هو الخاسر الأكبر في ظل تدهور الأوضاع المعيشية وإغلاق المنفذ الوحيد إلى العالم الخارجي.