جلالة الملك .. لماذا لا ننقل السلطة من النخبة إلى الشعب؟
عدنان الروسان
25-01-2018 11:06 PM
نحن نعيش تحت طائلة التهديد المستمر من النخب ، و هو تهديد في أغلبه صامت لكنه مسموع و ناعم و لكنه يجرح ، تهديد بأن الأمن و الأمان ثمنه الفقر و الجوع و الحرية ثمنها السكوت عن الفساد و الفاسدين ، و أن ما هو متاح لنا أن نتحدث ضمن سقف معين على أن نشبع الفاسدين شتما بينما هم يفوزون بالإبل ، و اليوم أريد أن أتحدث إليك أيها الملك الطيب ، عل رسالتي تصلك بالخطأ ، فعادة سعاة البريد يعملون جلهم إن لم يكن كلهم مع الفاسدين و هم يوصلون ما يريدون و يحجبون ما يريدون و يبقون يسرقون و نبقى نحن نعاني و هم يتغطون بك زورا و بهتانا و يعلقون كل فسادهم و أخطائهم و نرجسيتهم على مشجب اللي فوق ، لهذا أريد اليوم أن أتحدث من منبري المتواضع مع اللي فوق.
لقد أمسينا متشائمين تماما من إمكانية الإصلاح السياسي و الاقتصادي على أيدي أبناء النخبة التي منها يتم تداول السلطة و بين أبنائها يتم تداول الاقتصاد و المنافع ، و بات الناس سيدي عبيدا لا مواطنين ، بشعورهم و أحاسيسهم على الأقل ، و ترسخ في أذهانهم أنهم يحرثون و يدرسون كي يتنعم أبناء أحياء الفصل العنصري الأردني هم و أبنائهم ، و نحن لا نلقي الكلام على عواهنه أيها الملك و أضرب لك الأمثلة ، أنظر حولك ، هل هناك رئيس وزراء حالي أو سابق أولاده ليسوا أعيانا أو نوابا أو وزراء أو سفراء أو مدراء كبار أو مستشارين أو مقدمين على غيرهم في الشركات الكبرى في القطاع الخاص ، أنظر حولك أيها الملك الطيب هل هناك أي شركة كبرى في مجالات التأمين أو الحديد أو البنوك أو الأمن و الحماية أو الخدمات اللوجستية المهمة تخلو من مالك أو شريك أو رئيس مجلس إدارة أو مستشار من أبناء الديناصورات الذين تعرفهم و نعرفهم.
انظر إلى الحكومة أيها الملك الطيب ، إنها تكذب في كل شيء ، و تزين كل قبيح و تتذاكى على الناس و تفعل الأعاجيب و هي تعلم أن لا سلطان عليها إلا منك و هي مطمئنة إلى أنها لن تحاسب ، تقول الحكومة أن إسرائيل أذعنت و استسلمت و ندمت و اعتذرت عن فعلتها بقتل مواطنين أردنيين في عمان و أنها أرسلت رسالة الاعتذار إلى الحكومة الأردنية و الحكومة الأردنية خبأت الرسالة و اكتفت بالإشارة إليها على لسان الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي مله الناس و هم يعلمون أنه يتصرف كالأستاذ الذي يدرس التلاميذ و ليس وزير دولة يخاطب جماهير ذكية ، كان يكفي قول الحقيقة أن إسرائيل آسفة لما حصل ، كان يكفي أن نسكت ، كان يكفي أي شيء إلا الكذب.
تقول الحكومة في تصريحاتها القديمة أنه لا نية لديها لرفع الأسعار و فجأة ترفع الحكومة أسعار كل شيء من بامبرز الولادة إلى كفن القبر أي من المهد إلى اللحد ثم تقول للنواب على لسان الرئيس ليس في الأردن أناس جوعى و لا مسخمين ، و يبدو أن الرئيس يعيش في برج عاجي و ينظر إلى الشعب من فوق من خلال دخان نرجيلته ، الأردنيون جوعى إذا ما استثنينا أبناء أحياء الفصل العنصري ، و يأكلون من حاويات القمامة ، و يبكون و يرفعون أكفهم للسماء يدعون على الحكومة و على الدولة و على الظلم و الظالمين و الناس في الأردن مسخمين و أكثر ، وهم برميل بارود يحتاج إلى شرارة كي ينفجر لا سمح الله ، و الحكومة و الديناصورات يعيشون و يتصرفون بمقدرات الدولة كأنهم أصحابها و أربابها و كأن الأردنيين عبيد في مزارعهم.
اليوم الحكومة على وشك أن تعاقب من يتعاطف مع اللصوص الذين يسرقون البنوك فقد جاء رد فعل الأردنيين تعاطفا جارفا على مواقع التواصل الاجتماعي مع اللصوص الذين سرقوا بنكين في بضعة أيام ، و شعر الناس أن من حق الجائع أن يسرق و أن اللصوص هم أقرب إلى روبين هود و ارسين لوبين منهم إلى المجرمين و مع علمنا الأكيد أن السرقة جريمة لكن ليس من حق أحد أن يمنع أحدا من التعاطف مع أحد آخر أو حدث ، العواطف لا يعاقب عليها في القانون أيها الملك ، القوانين تعاقب على الأفعال و ليس على الحب و الكراهية ، و ليس علينا أن نهبط إلى مستوى دول تعاقب على العواطف ، ثم أليس من الأفضل للحكومة أن تزيل أسباب تعاطف الناس مع اللصوص بدل أن تعاقبهم على مشاعرهم تجاه الحكومة ، قد يتعاطف الناس يوم غد مع غير اللصوص من أعداء الوطن الحقيقيين فالجوع كافر أيها الملك ، و الناس لم تعد تملك شروى نقير.
أيها الملك الطيب ...
اسمع يا هداك الله ، و أنا ناصح محب لا كاره و مواطن وطني مظلوم كغيري من المظلومين ، أنا من الناس الذين اضطروا أن يتسولوا قروضا من الناس ليعالجوا أبنائهم بعد أن رفضت الحكومة و بعض وزرائها من أصحاب الكاس و الطاس أن يعالجوهم ، ما علينا فهذا الكتاب ليس لمظلمة شخصية و لا يهمني نفسي بقدر ما يهمني الوطن الذي أحببناه و كرهته الحكومات فينا ، أليس من المفيد أن ننقل السلطة من النخب التي بات من المؤكد أنه لن يجري أي إصلاح على يديها طال الزمن أم قصر إلى الشعب ، أليس في الشعب كله من الرمثا إلى العقبة رئيس مواطن يصلح أن يكون رئيسا للوزراء من خارج المتورمين ماليا و المتجذرين فساديا و أبناء أحياء الفصل العنصري ، أليس هناك إمكانية لوصفي أخر أو بعض وصفي ، يعيد إلى الحياة السياسية الأردنية القها و بعض شفافيتها ، و يكون عادلا أو شبه عادل و يا ريت ما يكون له أولاد أيضا مثل و صفي حتى لا يعينهم سفراء أو مدراء في الملكية أو وزراء في الديوان أو مدراء في مؤسسات الدولة الكبرى.
قبل أن أغادر ،إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن و السلطان أنت أيها الملك ، و الحق ملكك فإن الديناصورات تكاد تطيح به و الله ، و ربما يسجنونني بسبب كتابتي إليك فهم لا يطيقون أن يحاول احد أن يتخطاهم ، و أنا لن أرجوهم أن يفرجوا عني إن سجنت فالأمر في نهاية المطاف بيد الله و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون..
لقد نصحت لكم و أنا بريء يوم القيامة اللهم فاشهد