التحالف المدني ، تيار يضم في أوساطه شخصيات ليبرالية وناشطون سياسيون، برلمانيون ووزراء سابقين ومستقلين، يرفع شعارات تلامس أوجاع المواطنين ، و تدغدغ مشاعرالفقراء و المسحوقين لكن شخوص المشهد يثيرون علامات استفهام كثيرة و كبيرة إن لم يكن كلهم فبعضهم ، فمثلاً معالي الدكتورمروان المعشر ، كيف يمكن ان نثق بطروحاته الجميلة و هو سفير في تل أبيب ، و وصل الى مراكز مسؤولية متقدمة و كان صامتا صمت القبور ثم و على الطريقة الأردنية بعد أن ننتهي من الوظيفة و نشبع من الألقاب نريد ان نكون معارضة ، آفة وجدناها لدى كثيرين ، بعثيون ، وزراء ، شيوعيون ، سفراء ، معارضون يصبحون في قمة الموالاة.

لست متأكداً فيما اذا كانت هذه التجربة الجديدة في العمل الحزبي ستكون نسخة مغايرة عن تجارب أحزاب سبقتها، التي أعتبر انها - للأسف - كانت دون مستوى التحديات القائمة، محلياً ودولياً. لكن الذي اتمناه أن لا تكون تجربة التحالف المدني مجرد عنوان يجتمع حوله مؤقتاً عدداً من الشخصيات وسرعان ما يغادرون مواقعهم فيه، وأتمنى أن لا تصب أجندة التحالف المدني في أية توجهات تسعى للتوطين، وأنا هنا لا أتهم ولا أشكك بالنوايا، لكن تجربتنا خلال السنوات العديدة الماضية طرحت عناوين براقة لكن هناك من اختطفها لخدمة مشاريع لتمرير تسويات تتعلق بالديموغرافيا الاردنية.

وليسمح لي القارئ ان اطرح تساؤلات أرى شخصياً أنها يمكن أن تكون موجودة عند أناس غيري، مثلما هي عندي، هناك تساؤل ما هي مقترحات الحزب من طبيعة تكوين المجتمع الأردني التي تصبغ بالعشائرية، وهذا لا يعيبه طبعاً، ولكنه ينعكس على بنية الدولة من ناحية تأثير التكوينات العشائرية والجهوية عليها، وماهو أفق الحزب بالتعاطي مع الأحزاب التي تقوم على أساس ديني ولها حضور واسع في الشارع الأردني، لا بل كيف سيتعاطى مع حضور الدين وان كان طفيفاً في المناهج التعليمية مثلا، هل هناك من تأثير لعودة الخطاب السلفي الذي يتبنى الدولة الدينية ويحمل على وجود من يتبنى الدولة المدنية، ما هو موقف الحزب من القضية الفلسطينية، بعيداً عن اللغة الرسمية تجاهها، وما هو موقفه من حالة الأردنيين من أصل فلسطيني، هل يعتقد الحزب أن هناك حقوق منقوصة لهم في الأردن؟.

نحتاج الى صياغة تجربة وطنية لا تصطدم بالضرورة مع النظام و مع الدولة بل تُعدّل المسار و تقف مع الشعب و تكون صادقة في طرحها ، أمينة في تعاملها مع النظرية و التطبيق ، تجربة كالتجربة التركية او ما شابهها و ليس استعراضاً للحصول على قطعة من الكعكة التي يشتهيها الجميع و يعمل من أجل الحصول عليها.

اتسائل بعد ذلك مرة أخرى عما يجعل المسؤولين السابقين اكثر جرأة في انتقاد الاداء والسياسات العامة من خارج مواقعهم التي شغلوها سابقاً، وأكثر جرأة في انتقاد الفساد عند مواقعهم الجديدة ثم هل نحن مطمئنون فعلا الى أن قيادات التيار او بعضها ليس لها ارتباطات في واشنطن سؤال ليس بريئاً و لكنه مشروع.