بداية الحوار اصطلاحا هو الكلام المتبادل بين طرفين مع تقديم الأدلة المقنعة من أجل تقريب وجهات النظر بينهما، اذن هناك شرطان الاول هو تقديم الادلة والثاني هو تقريب وجهات النظر خلاف ذلك لا يعتبر حوارا .
أما بما يخص التفاوض : فهو عملية صنع الحوارات ضمن اليات واضحه للتقريب من مصلحة مشتركة بين الاطراف .
اهمية وجود سبب للحوار لا يكفي عن وجود دافع للوصول الى شرط التفاوض وهو الوصول لمصلحة مشتركة وبالتالي فان العلاقة التفاوضية علاقة اعتماد متبادل حيث تتضمن تقسيم او تبادل واحد او اكثر من الموارد ( الموضوعية ) هذا يعني ان كل طرف يعتمد على الاخر بالنسبة لنوعية النتائج التي سيخرج بها من العملية التفاوضية .
كما انها ايضا "العملية التفاوضية" عملية متتابعة وتبدأ بتقديم مطالب ومشاريع او مقترح من طرف ثم يتم تقييمها ودراستها من الطرف الاخر ثم تقديم تنازلات او مشاريع بديلة ثم التوصل الي اتفاق .
ذكرنا في بداية المقال ان هناك شرطان للحوار الاول هو ان يكون هناك ادلة مقنعه اي يشترط وجود رأي بديل في حال اختلفت وجهات النظر والثاني هو تقريب وجهات النظر وهذا عادة يأتي في حال كان الحوار لمصلحة واضحة وهنا تكتمل لدينا عملية التفاوض ، وبذلك فأنه وعطفا على ما سلف على الشخص مبدي الرأي ان يوضح الادلة والاسباب دائما و على المستقبل المبادرة بتقريب وجهات النظر والأهم من ذلك علينا الوقوف عند دوافع الاشخاص اصحاب الرأي والأخذ بمشاريع بديلة في حال الاعتراض على ما هو مقدم كما انه لا بد من وجود النية للوصول لمصلحة مشتركة .
واذا اردنا ان نسقط ما سبق على " الحوار بين المجتمع و صناع القرار " نلخص أن هناك خللا كان سببه عدم الالتزام بشرطي الحوار من قبل مبدي الرأي والأفكار وأن هناك خلل بانتقاء الآراء والافكار من قبل المستقبل كما وانه هناك عدم التزام بأسس عملية التفاوض من قبل الطرفين .
وجود الاسباب دائما بالمجمل يسهل و يوضح طريق الحوار و الوقوف عند اخطاء اي عملية ومحاولة تصحيحها هو بداية الحل ، وغيابها يجعل من الحوار بلا فائدة وبلا اي نتيجة ، لذلك علينا وبناء على ما سبق ان نضع امام اعيننا حل لجسور الثقة المعدومة بين مجتمعاتنا وبين صناع القرار والحل هنا اولا ان يكون هناك التزام حقيقي نابع من الايمان للوصول للمصلحة المشتركة بأسس الحوار و التفاوض .
تنظيم الحوار و التفاوض بين الطرفين هو حل لمشكلة جذرية و قاعدة لصناعة حالة صحية بين المجتمع وصناع القرار وبهذا كله نصل الى نقاط التقاء كثيرة تمكننا من اعادة الثقة بين جميع الاطراف وبذلك تكون كل قراراتنا وافكارنا و مشاريعنا صياغة مشتركة و مقبولة عند كل الاطراف وهذا هو اساس التشاركية والعمل ضمن الفريق الواحد الذي ننادي به دوما .