مطلوب "ابطال همة" من أهلها ..
سمير الحياري
10-03-2009 04:32 AM
من أهل العزم إلى أهل الهمة .. نبدأ
نبحث مع ملك وملكة عن بطل .. ابطال .. لم يهرّولوا او يتسابقوا للظهور والنفاق والتملق .. او ربط امرهم او مشاريعهم او آفاق اعمالهم بتوجيهات جلالته وارادة القائد..
هي تريدهم أبطال من عرق لا من ورق .. وهو يريدهم على قدر عزمه لا على قياس ربحهم .. فتعطي فكرة بألف انجاز ومشروعاً "نشموياً" مذهلاً ، لا يسرقه الوسطاء وقاطعوا النصيب ، بالنصب والاحتماء والفهلوة والشطارة واللغة المنمقة و"لوّي الحنك" بلغات عده ..
نقرأ إعلانات في صحف لطلب فني أو مهندس أو مدرس او تكنولوجي معلومات .. لكننا اليوم نرى عنواناً فريداً تحت عنوان .. "مطلوب بطل".. مواصفاته واضحة المعالم والتفاصيل للبحث عن انسان .. فلا نخشى أن تدخل "الواسطة" ، فيتقدم حينها العشرات لامتحان ويأخذها صاحب دكان .. لان الطالب اكبر من كل مصلحي فردي "غانم" في عمان ..
تعيد جلالة الملكة تعريف النشمي واهل الهمة ، فتجعل طعم الانتاج مختلفاً وصورة الفقر اكثر وضوحاً ، فكلنا نمتطي صهوة الاوصاف ونركب موجة الاسماء والالقاب ، لنكون نشامى في المزايدة واستغلال الفرص والعناوين .. لكننا لا ندري إن إختطف اللاعبون الجيدون - اصحاب الاجندات الممتلئة بالحظوظ و الخبرة في فك الرموز - .. كأس "الهمة" فيصلون القمة و غيرهم في اسفل الوادي يهيمون وان كانوا ملهمين ..
ربما شرطي بدأ برتبة عريف وتقاعد وكيلا او ملازما فرحاً ولفحته الشمس لسنوات ولم يرتش وطارد مهرباً من ابناء الذوات او نقلوه ظلما الى ابعد المحافظات وظل مخلصاً مؤمناً مثابراً كمدرس في القويرة لم تهزه البورصات ولا الاسهم واليوروات واسعار النفط والدولارات ، فلا يعرف الا الامانة التي بين يديه ومسؤولية العمل والايمان بلقمة عيشه ووطنه ومليكه .. وراتبه بثمن فاتورة نائب او عيّن او مدير شركة او بنك او رجل عمولات في مطعم غربي هنا لا هناك .. هو احد المطلوبين لشغر وظيفة "بطل الهمة" المنتظر .
ام محمد التي مات زوجها وهي في الخامسة والثلاثين من عمرها وترك لها من البنين والبنات خمساً ولم تتزوج وظلت شريفة عفيفة تخيط للجارات وتسهر في الظلمات وتبني من بقرة وعنزات فتوفر القرش فوق الدينار فتعلم اطفالها ليصبحوا شباباً ونشامى من ظهر بيدر قمح عز وفخار هي "بطلة الهمة" ..
أما أنت يا من ملكت الشركات والبنوك والعمارات وموائد الخلان والذوات ومن والد كدّ بعرقنا وسوء طالعنا ، فلا تزاحمنا واترك لنا العنوان والشعار وخذ قرشك الأسود عن يومنا الأبيض يا رعاك الله ، وكل من قالت عنهم الملكة "تعلم ما يمكنك فعله وتتخاذل" ..
أسألك بمال جمعته بحق وبغيره أن تترك هذا النداء الملكي لمن يستحقون فلا تطلب أن تكون واحدا منهم حتى وان أغراك مقرب من صاحب الهمة وصاحبة العفة بأنك تستحق اللقب فتزيد من خزائنك اسماً ومن سمعتك وصفاً..
لنقف صفاً ولا ننظر لصف الأعوج ، خلف الفكرة المشروع ولنساهم معاً بتنسيب أو تزكية أو نشر قصص لأمهات وآباء وشبان بالمئات قدموا صورا وأمثلة تتحدث عنها القرى والبوادي والمخيمات ولم تصل روايات عصاميتهم الى عمون الأولى الموغلة بالتاريخ والقدم .. "عمان" الغربية لا الغريبة .
لنجعل يوم التاسع من حزيران "ذكرى تولي جلالة الملك عرش مملكتنا الحبيبة" وقت الاحتفال الذي يستظله ويرعاه الملك سيد الهمّة والفارس السباق ، وتدعو له الملكة "أم الحسين" مناسبة للاحتفاء بالانجازات و تعظيم الصور الخفية والكشف عن مكنوناتها المنسية ، استجابة زاهية شفافة ناصعة الهدف .. وعلّ صيحة رانيا العبد الله تجبر خاطر المنسيين وتمسح الم أردنيين يعملون بصمت ويتعففون من وحي كرامتهم وكبريائهم عن الظهور واحتلال "مانشيتات" الصحف واعلانات ورقات المجتمع ومقابلات الصباح المدفوعة مسبقاً ..
samhayari@gmail.com