نشرت قبل فترة مقالا هنا بعنوان «ابتسامة سلفي مع النصر» وتحديدا في عدد الدستور يوم 27/12/2017 ، القارىء العزيز صبحي عسّاف الحجاوي، انفعل بالمقالة، وأكرمني بكلمات، أنشرها هنا حسب رغبته.
السلام عليك والسلام على كل المبدعين المنتمين لأمتهم ووطنهم، وذوي اليقين بقضاياها العادلة، والتي في قمة هرمها فلسطين التي يفديها محبوها بأرواحهم باعتبارها تحتل موقع اللبّ في عقيدتهم الراسخة كرسوخ جبال فلسطين، ومن حولها سهولها الممتدة حتى شواطيء يافا وحيفا وكل مدنها وقراها التي تعبق برائحة زهر برتقالها المنعش، وهي تتعانق وموج بحرها الرؤوم الذي يدغدغ شواطئها على الدوام بموجه الرحيم.
من وحي مقالتك في الدستور «ابتسامة سلفي مع النصر» والتي تحرك لواعج النفس بالتطلع لتحقيق النصر، وتبعث بل وتنعش الأمل الذي يشق كوابيس الألم بانتظار يوم الفرح الذي يراه الخارجون للمواجهة قريباً جداً، وهو قد يكون بعيداً ومحتاجاً لمزيد من الصبر؛ لأن لديهم شغفاً للفرح بتحقيق هذا الأمل، والذي قد يجني ثماره إخوانهم الصغار أو أبناؤهم أو أحفادهم، فليس ذلك مهماً في نظرهم، فالإيمان لديهم راسخ لأنه نابع من العقيدة المتمكنة في النفوس وفي القلوب بأنهم على حق، وأن الحق أقوى من كل العتاة ومن كل العتاد الذي يتمنطقون به والذي يُثقل أجسادهم ويكاد يعوق حركتهم. وقد تكون سمعت بقصة العصفور الذي حين شب حريق كبير في غابة أدى لهرب كل حيواناتها، ولكن العصفور راح يتوجه لحوض ماء يحمل منه ما يملأ منقاره من ماء ويعود ليلقيه فوق الحريق، فضحكت منه الحيوانات قائلة: إن عملك لا يجدي، فيجيبهم: أنا أدرك ذلك ولكني أقوم بواجبي!!!
المحب يا أخ حلمي يتذكر محبوبه في أكثر الظروف حلكة فيسرّي عن نفسه ويبتسم، فتكون الابتسامة نابعة من أعماق الروح ... ولذا كانت الابتسامة على أفواه (المعتقلين) الذين أوردتهم كأمثلة ونماذج للصابرين المرابطين، ألا ترى أن محبوبتهم هي فلسطين؟ّ! ولقد أعدتني في الذكرى إلى الموقف الذي وقفه عنترة بن شداد، والذي كان يطيب لي دقة تبيانه حين كنت أشرح معلقته لأبنائنا الطلبة حين قال مخاطباً عبلة:
ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنهـا
لمعت كبارق ثغـــرك المتبســـم
وأقول لهم إنه أغزل ما قيل في الشعر العربي، لأنه قيل في موقف غاية في الصعوبة فكانت ابتسامته نابعة من فرح حقيقي حين يتذكر المحب حبيبه!
وسلمت يا أخ حلمي، ودام قلمك سيّالاً من روحك التي تعبق بكل كلام جميل يبعث على الأمل. كلامك فيه إيحاء من النص على الرغم من العنوان الذي اخترته لزاويتك (خارج النص).
انتهت رسالة أخينا صبحي، ولعله أجاب عن السؤال: لماذا يبتسمون؟ أكثر مني، فرغبت بنشر رسالته، فوق رغبته هو، فشكرا جزيلا لأخي الكريم!
الدستور