الحصاد المائي - مياه الامطار
د. عمر علي الخشمان
23-01-2018 04:17 PM
الماء أساس الحياة وهو مورد حيوي يرتكز إليه إنتاج الغذاء ويشكل أهم عناصر البيئة كما يلعب دوراً رئيسياً في التنمية الشاملة ، إن النمو السكاني المعاصر وارتفاع وتيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية أدت إلى تغيرات هامة وأساسية في كمية ونوعية المياه ، ولقد برزت أهمية المياه في هذا القرن اثر التقدم العلمي والتكنولوجي والتقني الهائل الذي احدث تطورات شاملة في مختلف مجالات الحياة .
الوضع المائي في الأردن هو موضوع استراتيجي أهميته تزداد مع زيادة الوقت والحاجة إليه باعتبار المياه عصب الحياة والقاسم المشترك لكل كائن حي .
ان التحديات التي يواجهها الاردن خاصة تكمن في اختلال معادلة التوازن بين الطلب والمتاح، حيث تزايد الطلب على المياه بسبب النمو السكاني المتزايد واستقبال الاردن لأكثر من 1.4 مليون لاجي سوري مما انعكس سلبا وبشكل كبير على حصة الفرد الاردني الى اقل من 100م3 سنويا،
بحيث اقترب الاردن من خط الفقر المائي العالمي مما جعلة يتقدم على سلم الدول الاكثر فقرا بالمياه علما بان 83% من الاراضي الاردنية مناطق قليلة الامطار ولا يزيد فيها الهطول المطري في 90% منها عن 200 ملم/السنة، بالإضافة الى اثار التغيرات المناخية التي اثرت بشكل كبير على منطقة الشرق الاوسط ومنطقتنا الاردن بشكل خاص كونها تقع في قلب الشرق الاوسط، ان تفهم وتعاون المواطن للواقع المائي في الاردن يحقق عوائد مائية كبيرة وبتكلفة بسيطة تنفيذا للتشريعات التي تلزم كل مواطن يعمل عقار بعمل خزان تجميعي مائي.
ان الحصاد المائي سيعمل على توفير مصدر مائي يقدر بحوالي 43 مليون م3 سنويا اي ما يعادل 16% من المياه التي يستخدمها المواطنين والتي تعمل على تخفيض فاتورة المنزل بنسبة لا تقل عن 40% من استهلاكه.
أن استنزاف المياه الجوفية يعتبر من أهم التحديات والمعوقات حيث تجاوزت كميات المياه الجوفية المتاحة " الاستخراج الآمن " بالإضافة إلى تعرض العديد من أحواض المياه الجوفية الى الاعتداءات مخالفة للقانون وحفر مئات الآبار المخالفة .
ان العنصر الأهم في الأمن المائي هي التنمية التي عمادها العنصر البشري وإذا لم تكن هناك استراتيجيات وطنية هادفة معنية بالأمن المائي باعتبار أن ذروة الأمن الاقتصادي هو الأمن الغذائي وعصب الأمن الغذائي ومنتجه هو المياه .
ان استغلال مياه الأمطار من خلال الحصاد المائي بإنشاء السدود والحواجز الترابية لجمع المياه الذي يعتبر الأهم والأقل كلفة بالنسبة الى المواطن لان الإدارة المتكاملة لمساقط الأمطار تعزز أساليب الحصاد المائي وخاصة في المناطق الصحراوية الجنوبية الذي سيجعل من الزراعة امراً ممكناً رغم قلة الموارد المائية وتخفيف من التدهور البيئي وانجراف التربة ويجمل المنطقة ويحسن مستويات المعيشة .
هطول الأمطار وتساقط الثلوج في بعض مناطق المملكة هذا العام بحمد الله وشكره مدعاة للتفاؤل بعام خير وبركة على كافة مستويات لذلك لابد من الإسراع بإنشاء السدود على جانبي الأودية وكذلك عمل الحفائر الترابية بالإضافة إلى تشجيع المواطنين على حفر آبار تجميع مياه الأمطار وكذلك السدود الترابية والحواجز الترابية لجمع اكبر كمية ممكنة من مياه الأمطار التي ستعمل على زيادة المخزون المائي والحفاظ على المياه الجوفية من الاستنزاف وتعكس ايجابياً على المنطقة .
إن الأمن المائي بالحصاد المائي مرتبط ارتباطاً وثيقاً وذلك لاستغلال مياه الأمطار والثلوج التي تتجمع وتتبخر ولا يستفاد منها .
ان أمن المياه هو في النهاية أمن التنمية والمجتمع والمواطن وهو بحاجة إلى مشاركة ومساهمة إيجابية من الجميع تتمثل بالاستفادة من الموارد المائية واستغلال وجمع مياه الأمطار والترشيد في استهلاك المياه وبنفس الوقت تشديد المخالفات على الهدر والاستنزاف الجائر وهذه حقيقة فرصة لكي يصبح المواطن شريكاً رئيساً في التخطيط وادارة المياه بصورة سليمة مدروسة، وتقديم حوافز لترشيد الاستهلاك والاستخدام الأمثل لمواردنا المائية والتعامل معها ضمن استراتيجية وطنية ثابتة.
وزارة المياه والري تقوم بدور هام وفعال في هذا الجانب ولابد من توجيه كلمة شكر لمعالي وزير المياه والري د. حازم الناصر وفريقة في الوزارة على جهودهم الطيبة ومتابعتهم الحثيثة لقطاع المياه في المملكة بالصورة التي يشهد لها القاصي والداني.