أونروا: تخفيض الدعم الأميركي يهدد ملايين الفلسطينيين
23-01-2018 09:17 AM
عمون- حذرت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن قرار واشنطن خفض دعمها المالي للوكالة يمكن أن يؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة ويعرض حياة ملايين اللاجئين لمخاطر جمة.
وقال المفوض العام لأونروا بيير كرينبول في تصريحات أدلى بها للصحفيين في نيويورك مساء أمس الاثنين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إن الخطط الأميركية لتقليص المساعدات للوكالة مفاجئة ومضرة.
وتابع "التقليص حاد ومفاجئ ومضر.. على العالم أن يسأل نفسه هذا السؤال: هل يحتاج الشرق الأوسط لمزيد من عدم الاستقرار؟ هل من المعقول التفكير بأن المرء لن يحقق سوى مزيد من عدم الاستقرار في المنطقة بتقليص التمويل لأونروا؟".
وأعلنت الولايات المتحدة أكبر مساهم في أونروا يوم 16 يناير/كانون الثاني الجاري أنها ستحجب 65 مليون دولار من 125 مليون دولار كانت تخطط لإرسالها إلى الوكالة التي تحصل على تمويلها بالكامل تقريبا من مساهمات تطوعية من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة.
وشكك الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قيمة مثل هذا التمويل، وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوكالة بحاجة لتنفيذ إصلاحات لم تحددها.
نداء عالمي
وقال كرينبول -الذي زار غزة لتدشين النداء العالمي للتمويل لإبقاء مدارس وعيادات الوكالة مفتوحة خلال 2018 وما بعد ذلك- إن تقليص الولايات المتحدة المساعدات سيسبب صعوبات للوكالة.
وتحدث المفوض العام لأونروا عن الحملة العالمية التي أطلقها أول أمس الأحد من قطاع غزة تحت عنوان "الكرامة لا تقدر بثمن"، مشيرا إلى أن أكبر مدارس الوكالة ومراكزها الطبية ستبقى مفتوحة رغم التحديات الهائلة لأن أونروا تتمتع بالحماية من الجمعية العامة للأمم المتحدة، وهي ليست للبيع.
ويعتمد أكثر من نصف سكان قطاع غزة -وعددهم مليونا نسمة- على دعم أونروا ووكالات أخرى، ويقول الفلسطينيون إن قرار تقليص التمويل قد يفاقم المصاعب في القطاع حيث بلغت نسبة البطالة 46%.
كما أوضح المسؤول ذاته أن موظفي أونروا يشعرون بقلق شديد إزاء تخفيض الدعم الأميركي، قائلا إن لدينا 37 ألف موظف، 98% منهم فلسطينيون، والنسبة الباقية (2%) موظفون دوليون، منهم 25 أميركيا.
وأضاف، نعتبر كل العاملين في أونروا موظفين أمميين، وسيواصلون العمل رغم المخاطر الكبيرة الناجمة عن القرار الأميركي وتداعياته على الاستقرار بالمنطقة، وأيضا على حياة اللاجئين الفلسطينيين في غزة والأردن وسوريا ولبنان والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية.
خدمات وغضب
وتقدم الوكالة الأممية خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسوريا.
وحتى نهاية 2014 بلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين 5.9 ملايين لاجئ، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (حكومي)، بينهم حوالي 5.3 ملايين لاجئ مسجلون لدى أونروا.
وجاء القرار الأميركي في ظل حالة غضب فلسطيني من سياسة إدارة الرئيس ترمب، ولا سيما منذ إعلانه في 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي اعتبار القدس -بشقيها الشرقي والغربي- عاصمة مزعومة لإسرائيل التي تحتل المدينة الفلسطينية منذ عام 1967. (الجزيرة)