أكد جلالة الملك ثقته بالحكومة ودعمه لها .. فهل نملك غير الوقوف معها ودعمها بكل ما أوتينا من قوة .. ففي كلمات الملك ورسائله وصورته مبتسماً أو متجهما مليون إشارة .. ولكن ..
يريد جلالة الملك أن يرى كما قال أثناء ترؤسه للوزارة الاحد "اريد الوزراء في الميدان، مع المواطنين، يسمعون منهم مشاكلهم، ويسمعون منهم إستراتيجية الحكومة أو الوزارة لتخفيف الأعباء عنهم" ويلفت إلى أهمية أن يمارس الوزراء العمل الميداني وأن "يبنوا جسور التواصل مع المواطنين." ..
والسؤال المطروح هل يترجمون ذلك فعلاً أم أنهم يأخذون الأمور صورياً وتبقى المشكلة مستمرة فيعيد الملك تأكيداته حتى يقضي الله ثم جلالته امراً كان مفعولاً إما برحيل أو بمحاسبة أو بمزيد من الفرص والإشارات.
من وجهة نظري ان الذهبي الرئيس يستطيع أن يبقى في موقعه إلى عمر طويل لا يقل عن الرئيس الأسبق علي أبو الراغب مثلا و لا يقف عند المائة يوم الأخيره من حياة حكومته وبقائها التي أشار إليها بعض الكتاب حينما ظنّوا فيها السوء وقرروا أنها تحتضر دون مبرر غير التعديل الذي هز ثقة الجمهور بها حين أتت بوزراء كان الأولى بالرئيس - والشائع انه اختارهم بنفسه وليس كما نقل عنه انه لم يختارهم لوحده - أن يضم لفريقه مسؤولين يحظون باحترام الأغلبية التي ماعادت صامتة مع التعديل الأخير ، لا كأولئك الذين لا لون ولا طعم ولا رائحة عطرة لهم إلا لأنهم يمثلون صمتاً رهيباً وخيبات تلو الخيبات دون ان نسميهم فهم يقولون في جلساتهم "والله إنني أخذت أكثر مما توقعت وحلمت .. ولا ادري لماذا يصرون على اختياري كل مرة" ! ونحن أيضا نتساءل؟
نقف مع الرئيس حينما قال لجلالة الملك "الحكومة وبتوجيهات من جلالتك تعمل على تحسين مستوى معيشة المواطن الأردني وتنفيذ رؤى جلالته في مجالات الإصلاح المختلفة " .. فهي بلا شك حاولت وإن اخطأ بعض الوزراء في مواطن عده لعل أبرزها الإخفاق الكبير الذي تحقق في المجال الإعلامي في عهد وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال ناصر جوده ، فالرجل ذهب وذهبت معه تلفيقات وصدقية منقوصة وتلاعب مكشوف انتهى به بأسف شديد الى وزارة الخارجية التي عمل من اجلها لفترة طويلة حتى بات أمره مكشوفاً لكل عاقل ..
سيبقى الأردنيون يسجلون للذهبي حكمه الرشيد ونظافة يده وجديته وشفافيته البالغة وتواصله مع الإعلام ، فنحن في عمون التي قاطعت لقائه الأخير مع ناشري المواقع ، لم نشهد تدخلاً كبيراً أو غياباً عن الشبكة كما في عهد سلفه "طيب الذكر" معروف البخيت ، فقد كان يتابع تعليقات القراء ويحاسب الوزراء بحزم وبين يدينا صوراً لوثائق مراسلات تكشف كم كان ملتزماً بما يريد الجمهور ويحاول حل مشكلاته بروح الرجل المسؤول والإنسان المنتمي.
إن وعد الرئيس لجلالة الملك بالعمل في الميدان والتركيز على تكثيف الزيارات الميدانية للمواطنين في مواقع سكناهم والتعرف على احتياجاتهم ومعرفة مطالبهم وإشراك المواطنين في صنع القرار التنموي خطوة تستحق الثناء ، وسنظل كسلطة رقابية نراقبها عن كثب ونكشف كل ما يمكن ان يؤخر مسيرة الحكومة وتطلعات الملك.
كما أن قول الرئيس حرص الوزارة على توفير فرص العمل الكريمة للأردنيين والتصدي للتحديات التي تواجه الأردن خاصة المتعلقة بالشأن الاقتصادي تحتل مركز الصدارة في سلم أولويات الحكومة .. التزام يبشر بالخير بعد أن واجه الذهبي سيلا من الانتقاد عقب التشكيل وخروج الشقيق من دائرة صنع التأثير والضغط.
سنعطي الحكومة فرصة لأن جلالة الملك يثق بها ولأن ظلم الناس أشد ضراوة من أي ظلم ، كما أن انتقادنا لها لقرار بعينه لا يعني بالضرورة انقلابا على أنفسنا أو ثوابتنا ، فمن كان نبراسه الملك ويهتدي بهديه لا يضل الطريق ابداً..
samhayari@gmail.com