اهتمام لافت للاعلام الغربي بما قاله الملك لنائب الرئيس الاميركي
فيصل الملكاوي
23-01-2018 12:28 AM
الاعلام الغربي الذي يتاهب دوما لمعرفة ومناقشة ادق التفاصيل المتعلقة بالاحداث الكبرى ، ويكون شديد الصراحة والمباشرة في نقلها وكذلك اعتماد الرؤية التحليلية والنقدية ، كان شديد الترقب والاهتمام
لزيارة نائب الرئيس الاميركي الى عمان ضمن جولته في المنطقة التي شملت القاهرة وتل ابيب ، فكما هو طبيعي ومعتاد ان تكون زيارات المسؤولين الاميركيين الى اي مكان في العالم محط ترقب واهتمام
فقد حظيت زيارة مايك بينس الرجل الثاني في الادارة الاميركية باهتمام استثنائي لانها تاتي بعد نحو شهر ونصف على قرار الرئيس الاميركي دونالد ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وقراره نقل
السفارة الاميركية اليها وهي القرارات التي خلفت عاصفة عربية واسلامية ودولية رافضة لها مصحوبة بقرارات عربية واسلامية واممية قالت لا لهذه الخطوة وعبرت عن خطورتها ليس فقط على الساحة
الاقليمية وانما الدولية وكان موقف الاردن في موقف الصدارة ازاء هذا المفصل الخطير غير المسبوق من قبل اي ادارة اميركية ازاء سبعة عقود من تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي.
افتتح جلالة الملك جلسة المباحثات مع نائب الرئيس الاميركي في عمان بصراحته المعهودة واللغة المباشرة شديدة الوضوح التي يفهمها المسؤولون الغربيون ، خاصة ان هذا اللقاء هو الاتصال المباشر الاول
وجاهة مع مسؤول اميركي بهذا المستوى بعد الاسابيع العاصفة التي تلت قرارات الرئيس الاميركي بشان القدس ، والتي ادت ايضا الى تاجيل هذه الزيارة اكثر من مرة الى المنطقة ، وهو ما دلل على عمق الهوة التي تولدت في المواقف حيال مصير السلام في المنطقة ، وايضا الاحباط وتزعزع الثقة وتحتاجان من الولايات المتحدة قبل اي طرف الى جهود جبارة جديدة لاعادة الامور الى نصابها لانقاذ جهود السلام وهو ما التفتت اليه بقوة وسائل الاعلام في المنطقة وخارجها في اللقاء الذي تم نقل اهم مجرياته على الهواء مباشرة فجلالة الملك طالما قال واكد ان ما لدى الاردن في العلن هو بالضبط ما لديه ويؤكده في غرف المباحثات المغلقة.
جلالة الملك لم يشأ ان يترك الساحة في حالة فراغ ، وقطيعة في شان القضية الفلسطينية ، لكن قرر مواصلة الاتصال والحشد والضغط ، وفق معادلة القوة ذاتها التي لا تراجع فيها قيد انمله عن الثوابت الاردنية التاريخية ازاء الصراع في المنطقة التي تشكل القضية الفلسطينيةجوهره ، وبصراحة شديدة فقد عكس الاعلام الغربي تماما المفاصل والثوابت التي تحدث بها جلالة الملك الى نائب الرئيس الاميركي فهذا الاعلام كان بكل تاكيد يترقب باهتمام بالغ مجريات اللقاء الاول الاردني الاميركي على هذا المستوى الرفيع وخصوصا ما الذي سيقوله جلالته في اللقاء اكثر مما يمكن ان يقوله نائب الرئيس الاميركي الذي كان متوقعا ما في جعبته نظرا لانه لم يصدر عن الرئيس الاميركي ما يمكن الاشارة اليه بجديد بشان قراراته حيال القدس حيث كان جلالته في المقابل بمنتهى الوضوح والصراحة مع الضيف بان الولايات المتحدة خلقت عقبة كبيرة لنفسها بتلك القرارات فضلا انها تعمق حالة عدم الاستقرار وايضا وبكل وضوح كان تاكيد الملك ان القدس الشرقية هي عاصمة الدولة الفلسطينية.
ما اكده جلالة الملك في اللقاء مع نائب الرئيس الاميركي ، والذي تناقلته وسائل الاعلام الغربية باهتمام خاص ، لانه يقال امام الرجل الثاني ومن اهم صانعي القرار في البيت الابيض والتاثير في الادارة الاميركية ، ولان جلالة الملك وضع الامور في نصابها خلال اللقاء في رؤية صائبة تماما ، اكدت المصلحة الاردنية والفلسطينية والعربية بضرورة احلال السلام وفق حل الدولتين بما يضمن اقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967 كما تؤكد هذه الرؤية ان في حل الصراع مصلحة عالمية ومصلحة اميركية مباشرة ، ودون ذلك فان عوامل الاحباط وغياب الثقة وعدم الاستقرار هي التي ستسود وستكتوي من تداعياتها المنطقة بما يتعداها الى الاسرة الدولية برمتها.
موقف جلالة الملك المبدئي والحاسم في شان القدس والقضية الفلسطينية يات في ظل استمرار علاقات الصداقة والتحالف الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ، لذلك فهي رؤية صادقة وشجاعة ، تقال مباشرة للحليف الذي تواجه العلاقة بينهما هذا الاختلاف الكبير في قضية اساسية ويرى الاردن في حلها بشمولية وعدالة مصلحة للطرفين ومصلحة عالمية ايضا ، فيما ان بقية ابعاد العلاقة الاردنية الاميركية في حالة ممتازة وذات ابعاد استراتيجية متبادلة تحكمها المصالح المشتركة والمترابطة وهذا عبر عنه ايضا نائب الرئيس الاميركي بوضوح الى جانب جلالة الملك ومع ان الموقف صعب ولا زال في طرفي نقيض بشان القدس فان الرسالة بان الاردن لن يقف ولن يتوقف عن العمل لاعادة الامور الى نصابها ومسارها الصحيح.
الرأي