عطفا على طرح معالي الاخ نوفان العجارمة المتعلق بمشكلة الترهل الإداري في الإدارات الحكومية وافتقار بعض من يقود هذه المؤسسات إلى سمة القيادة الإدارية، جال في خاطري من خلال خبرة أكاديمية متواضعة في التدريس الجامعي تنوف عن عشر ة أعوام بيان تجربة اشقائنا في المملكة العربية السعودية في التعليم والذي يعني بتنمية الريادة الإدارية وتنمية سمة القيادة لدى كل من يتحمل اية أعباء إدارية في الإدارة العامة ، قد يذكر البعض الآن ان لدينا معهدا للإدارة العامة يعنى بجانب هام من التطوير الإداري.

ما يجول في الخاطر هنا في ظل تراجع الاداء الإداري لدى بعض الإدارات الحكومية على الجامعات الأردنية التفكير بشكل جاد في استحداث كليات جامعية تعنى في مهارة الإدارات الحكومية لتكون أول مؤسسة أكاديمية بحثية متخصصة في الإدارة الحكومية في والسياسات العامة حيث تسعى الكلية لدعم مسيرة التميز الحكومي في الاردن ، وأول كلية تعنى ببناء قادة المستقبل، وذلك من خلال منظومة متكاملة من البرامج التعليمية والتدريبية والأبحاث والدراسات.

نعم باتت حاجتنا ملحة لاختيار أفضل المعايير العالمية في الادارة لنتخلص مما يعتري جهازنا الاداري من ترهل فشراكة مثلا مع جامعة مثل جامعة الملك عبدالعزيز قطعت شوطا كبيرا في الريادة الإدارية وريادة الأعمال او شراكة مع جامعة هارفارد كلية كينيدي تكفي لأن نكون أصحاب ريادة في الادارة الحكومية خاصة ونحن نتحدث عن حكومات الكترونية وعن ربط الكتروني وعن شفافية وقدرة على اتخاذ القرار وعن ابداع وادارة بالأهداف والتحفيز .

إذن كيف نساعد القيادات الشابة في المستقبل لمواجهة التحديات ونحن مازلنا نعين الموظف ونسلمه كتاب تعيينه ونقول له اذهب للميدان وقابل الناس وقدم خدمات لهم وهو لا يعلم اساليب الادارة الحديثة ولا يتقن فن التعامل مع الناس ولا يستطيع استغلال الوقت لمصلحة مؤسسته ،كيف نتحدث عن قيادة إدارية وفلان وعلان ينزل من باراشوت على الادارة الحكومية وهو لا يعرف سوى الماما والبابا والماركات واحدث موديلات لسيارات الدفع الرباعي .
ومن الجدير بالذكر طرح التساؤل عن خطط الجامعات البحثية والعملية في الاعوام القادمة في بحوث تطبيقية ترتبط بترجمة اوراق جلالة الملك في رسم السياسات العامة وهل وضعت الجامعات خططا لوضع دورات مكثفة لاستغلال الموارد المتاحة في تحقيق أقصى الطاقات ، فهل هناك أذن صاغية ؟

باختصار معهد الادارة العامة نعم فكرة جميلة إلا أن الواقع متواضع لا نريد دورات وبرامج عن ديكور بل نريد برامج نوعية ومستحدثة في تنمية الريادة الإدارية .

لنعلنها صراحة أننا بأمس الحاجة لتخليص الجهاز الاداري من ترهله ولقاء سيدي صاحب الجلالة مؤخرا الحكومة والنواب يحمل الجميع عاتق الاهتمام في الادارة ومن لا يستطيع إتقان مفهوم عليه ان يستقيل ، واخيرا رغم السواد ورغم ضيق ذات اليد ورغم الفاسدين وهم معروفون لدى جميع الاردنيين سوف يبقى الاردن مستودع الخبرة وبيت الحكمة في كل القطاعات وسوف تبقى الكفاءات الاردنية صاحبة الريادة والتميز على مستوى العالم ، تتميز بالإخلاص والمهنية مرسخة تجربتها وبصمتها الاردنية اينما حلت وارتحلت لقد تعلمنا من قيادتنا الهاشمية كيف نحب الشقيق وكيف نخلص للشقيق وللصديق كما نخلص لأنفسنا.