في ظل شح المياه في الاردن مع ازدياد عدد السكان والتقدم المدني بالإضافة إلى الصناعة والاستهلاك البشري والطلب المتزايد للمياه أصبح عاملاً إضافياً في شح المياه. وتم البحث عن حلول لهذه المشكلة وهي استغلال مياه المعالجة من محطات تنقية المياه العادمة واستفادة منها في تطبيقات صناعية وزراعية ولا بد من الوصول إلى مواصفات تطابق المعايير المعمول بها في الاردن. ومن هذا المنطلق فقط بدأت بالاستخدام الاخضر للمياه المعالجة بدلاً من طرحها دون استغلال في تطبيقات مختلفة منها الصناعية والزراعية حيث اثبتتها من خلال تجربتي الناجحة والمذهلة في زراعة القطن في صحراء منطقة الحسا باستخدام المياه المعالجة في ريها حيث انتجت الشجرات القطن واثبتت ان الارض الصحراوية والمياه المعالجة مناسبة جداً لكثير من المنتجات الزراعية والتي ستكون اضافة اقتصادية على المشاريع بالإضافة الى تشجير المناطق الصحراوية وتحوليها الى مناطق خضراء وتشجيع الحكومة الى استغلالها اقتصادياً وزراعياً نحو أردن أخضر وبدون اي تكاليف اضافية.
حيث شكلت كميات المياه المعالجة نسباً عالية جداً وهي تمثل المياه المستخدمة في البيوت والمرافق العامة وغيرها وعليه لا بد هنا من التفكير باستغلال هذه الكميات من الماء خصوصاً في المحطات التي لا يتم الاستفادة من منتجاتها، حيث جاءت تجربتي في زراعة القطن في صحراء الحسا عن طريق ريها بالمياه المعالجة من محطة المدينة السكنية للعاملين بمنجم الحسا لإثبات نجاحها في الزراعة.
فالقطن هو منتج صناعي لا يؤكل، وبالتالي اي شوائب بالمياه المعالجة يتم امتصاصها عن طريق ساق النبتة ولا تصل الى المنتج النهائي ولا تؤثر على جودته وعليه فقد تم تجربة مساحة صغيرة لإثبات صلاحية الارض واختبار نوعية المياه في انبات القطن حيث تم زراعة بعض البذور ونبتت شجيرات القطن بشكل طبيعي واثمرت بالوقت المحدد.
وان نجاح تجربة زراعة القطن في الصحراء يشكل سابقة في الاردن، ولا شك ان تكلفته ستكون قليلة جداً نظراً لتوفر الماء بشكل مستمر وبدون مقابل بالإضافة الى استغلال زراعته في ارض صحراوية جرداء ذات مساحات كبيرة، الامر الذي يستدعي دراسة هذا الموضوع من قبل مختصين بشكل تفصيلي والاستثمار به، حيث ان عوائد هذا الاستثمار ستكون مثمرة وستفتح سوقاً جديداً للقطن في الأردن.
ولن يتوقف الامر عند زراعة القطن بل يمكن كذلك التفكير باستغلال هذه المياه بزراعة انواع اخرى من النباتات والاشجار مثل الاعلاف العشبية واشجار الوقود الحيوي (الجيجوبا) او الاشجار التي تستخدم لغايات الاستفادة من اخشابها (البالونيا) بالإضافة للتوت البري لإنتاج الحرير.

الا ان الجدير بالذكر بأن الاستخدام الاخضر للمياه المعالجة جاء رغبة باستغلال كافة الموارد المتاحة من اجل التطوير والارتقاء نحو تحقيق التنمية المستدامة ورغبتنا في الابداع والتطوير على كافة الاتجاهات.

– رئيس لجنة الحسا والابيض في نقابة المهندسين