يتمدّد المثل العربي القائل:رب أخ لك لم تلده أمك..ليصبح رب دولة لك لم تلدها أمّتك..
فبعد أن قررت الإدارة الأميركية معاقبة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني المحتل من خلال منع المساعدات عن منظمة إنسانية مثل الاونروا تعنى بمساعدة اللاجئين الفلسطينيين في الدول التي تنتشر بها مخيّماتهم، لم تنتظر بلجيكا مؤتمراً للدول العربية حتى تقرأ بيانه الختامي أو تسمع عن نتائجه أو مستوى التمثيل ،فالنزف لا ينتظر كل هذا الترف والتلكؤ ،لذا خصصت مباشرة 23 مليون دولار لمساعدة أطفال اللاجئين الفلسطينيين ليبقوا على مقاعد دراستهم ويأخذوا مطاعيمهم الصحية في وقتها، بلجيكا أول من استجاب إلى استغاثة المفوض العام لوكالة الأونروا بعد ان أطلق حملة عالمية لجمع الأموال ليقوم العالم بواجبه بعد أن جمّدت إدارة ترمب 65 مليون دولار من مخصصات هذه المنظمة الأممية الإنسانية..
الغريب أن بلجيكا كانت أولى الدول التي هبّت لمساعدة فلسطين بينما كان الإعلام العربي الرسمي بمجمله يمرر خبر انقطاع المساعدات على شريطه الإخباري دون أن يتحرك فيه الضمير الإنساني أو النخوة العربية او حتى إجراء اتصالات وحملة علاقات عامة مع الدول الغنية وذات الشأن..لتكون بلجيكا الأوروبية الغربية أقرب بكثير من آسيا العربية في الشق الإنساني..
ما ذنب أن يحرم أطفال المخيمات الفلسطينية من حقّهم في التعليم وتلقي أساسيات العلاج ، سيما اذا عرفنا أن 72% من مخصصات الأونروا ذاهبة إلى التعليم والصحة ، و18% خدمات للبنى التحتية للمخيمات والخدمات المشتركة و10% لبرامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية ، يعني لا تقدّم هذه المنظمة الا أساسيات الحياة لأكثر من خمسة ملايين لاجئ يعيشون بظروف قاسية في دول الشتات..
بقي أن أقول بينما بلجيكا الشقيقة كانت أولى الدول التي تطلق أسماء المدن الفلسطينية على شوارعها وأحيائها ، كانت كثير من الدول العربية تطلق أسماء شوارعها على أسماء هزائمها موهمين الشعوب بالانتصار...
شكراً بلجيكا الشقيقة...على عروبتك ولا عزاء لغربتنا...
الرأي