ورد في الحديث إخبار النبي صلى الله عليه وسلم عن الحاكم الذي يريد الله به الخير أنه يهيئ له بطانة صالحة تذكره إذا نسي وتعينه إذا تذكر. وبطانة الإنسان هم أقرب الناس إليه المحيطين به والمرافقين له، وسميت بذلك لتشبيهها ببطانة الثوب التي هي أقرب شيء لجسم الأنسان.
لقد تحدث معالي الدكتور محمد الحموري في كتابه الجديد ( الحريات الأسيرة ) والذي قرأته على مدار ثلاثة أيام عن البطانة الصالحة وحدد مهامها فيما يلي :
١. ضرورة إيمانها بأن الحاكم لا يمكن أن يحيط بكل شيء فهو إنسان له قدرات محدودة ويعيش بين الزمان والمكان .
٢. أن البطانة مدعوة لنقل مشاعر الناس ومطالبهم للحاكم ولا يجوز لها أن تخفي شيئاً.
٣. ضرورة إيمان البطانة بأن ديمومة النظام واستقرار حكم الحاكم تقتضي المؤسسية لا الفردية .
٤. يجب على البطانة ألا تزور الحقائق بل تسمي الأشياء بأسمائها .
٥. وعلى البطانة أن تقدم خدمة عامة متميزة .
٦. عليها أن تدرك حقائق التاريخ وأن ما صدر عن البطانات المماثلة لها من نصائح أو إغواء أو تغرير قد جعل النسيان يطوي الحاكمين الذين ظنوا أنهم باقون .
٧. وعليها أن تذكر بما جرى للأباطرة في الربيع العربي من زين العابدين وحسني والقذافي وعلي صالح .
٨. كما إنها مدعوة للتذكير بأن الربيع العربي وإن تعثر الا انه مستمر فالزلازل لها ارتدادات .
٩. وهي مدعوة لليقين بأن سكوت الشعوب لا تعني القبول بما يجري من انحراف وتغول .
١٠. وعليها أن تذكر بأن الإسلام هو روح الأمة
١١. وعليها أن تدخل في يقين القائد أن وحدة الأمة العربية هي حق من حقوق الإنسان العربي .
١٢. وعليها أن تذكر بأن أية دولة لا تستطيع أن تدعي أنها تجسد الأمة العربية .
وختم بأن البطانة الصالحة لا تخلقها الأمنيات بل حسن الانتقاء .
وأختم بدوري بالدعاء إلى الله أن يوفق الجميع إلى سواء السبيل مذكراً بأن سنة الإسلام أن تعد العدة فمن أراد الخير فعليه التحرك باتجاهه وإلا فلا مجال للتفسير الا بأن المعنيين لا يريدون الصالح بل المطأطئ الذليل النفعي وعندها نكون أمام بطانة سوء وأمام عاقبة وخيمة لمن مكن لأهل السوء .