في قسم جراحة الرجال كان مضطجعاً على جنبه ويحدّث جيرانه وبعض الزوّار عن فضائل التدفئة المركزية في المستشفى وأنه اضطر غير باغ الليلة الفائتة بإطفائها بعد ان ارتفعت حرارة الغرفة ونام «بطاق السروال»..واستهجن عمليات التبذير الشديد التي يمارسها الطاقم التمريضي والطبي على حده قوله «كل ما قاسوا حرارة او دقّوا ابره لبسوا كفوف وشلحوا كفوف وكبّوهن بالزبالة»..وأمر شلاش أن يستخرجهن من السلة لتقوم الحجة بغسلهن واستخدامهن في الجلي وفي مناوبات الغسيل اثنين وخميس..دخل الطبيب المقيم فجأة بينما كان يسكب عايش من قارورة عصير «جوافة» لتر ونص أكواباً بيضاء على الحضور..تمدد أبو يحيى على ظهره فور دخول الطبيب وسحب الحرام حتى السرّة بتمارض واضح..
- الطبيب:كيفك اليوم؟
- ابو يحيى: أشوة شوي بس بعد فيه وجع؟
- الطبيب: أنت ليش دخلوك هون حجي؟
- ابو يحيى: أول مبارح بعد صلاة العشا جنبي اليسار طق يا دكتور، الزايدة قامت علي والليل ما نمته.
- الطبيب: جنبك اليسار؟
- أبو يحيى: آه والله هون مطرح الزايدة..عسّ عس..كيف مدعدرة!!
- الطبيب: بس الزايدة ع اليمين حجي..ثانياً.. كل فحوصاتك منيحة ورح اكتب لك خروج بعد شوي..
- أبو يحيى: شو خروج ما خروج..بعرضك تسوي لي عملية زايدة..
- الطبيب: كيف اعملّك زايدة..وانت ما فيك شي..
- ابو يحيى: يا خوي مش اسمها زايدة..شيلها أنت شو صار عليك؟..كمان زمان مرة قالوا لي دكاترة أنه معي بداية ديسك بحياة أمك تعمل لي عملية ديسك بطريقك..
- الطبيب: يا اخي طبيب الأعصاب حكالنا صور الرنين والأشعة ما بين عندك ديسك..كمان فحوصات الزايدة كلها «negative» ما عندك التهاب..
- أبو يحيى: اسمع جاي..بدك تعملّي عملية يعني بدك تعملها ولا بلعن اللي هه..أنا مدبّر اعفاء سقفه 6500 ليرة..فصلّح لي بيهن قد ما تقدر يستر على ولاياك وخليها مسبّحة!.
- الطبيب: غريب طبعك حجي هو المرض كسبه..
- أبو يحيى: آه كسبه بدي أخسر الحكومة قد ما أقدر..اني ما بنضحك عليّ خالي!! ،والمثل بيقول مية قلبة ولا غلبة ، عالمشكوف بدي اطــلّع فرق الدخان والخبزات من ظهورهم..احسب معي كل يوم بقيت ادخن باكيت جلواز ،زادوه عشرين قرش بثلاثين يوم هاي 6 ليرات شهري..ونص ليرة خبز يومي هاي 15 شهري..الخبزات والدخانات لحالهن افرقن معي 21 ليرة بالشهر بالسنة بطلعن 250 ليرة...يوم اعمل عملية وأجيب إعفاء ب6500 ليرة بكون استدّيت من الدولة..قسّم 6500 على 250 بيطلع 25 سنة..وهسع عمري بالسبعين يعني من هون تا يصير عمري 95 ع العايش بظل بالسليم و فاشّ غلّي بيهم.. لا متت لا حول ولا، اني ما بنضحك عليّ خالي فهمت ؟؟..جيب العدّة واسطح وجه وقفا داخل على حريماتك..
الرأي